
✍️ بقلم: الدكتورة هالة محمد
لو سألت أي شخص عن معنى التعليم، سيجيبك بأنه الذهاب إلى المدرسة، تلقي الدروس من المدرسين، المذاكرة، ثم تطبيق ما تعلمه في حياته وعمله. فالعلم هو مقياس تقدم الأمم، وهذا صحيح بلا شك.
لكن… هل هذا هو الواقع الحالي؟
التعليم التقليدي في مواجهة التعليم التجاري
في الماضي، كان هناك اتصال مباشر بين المعلم والطالب، فكان المدرس يفهم من نظرة واحدة إذا كان الطالب قد استوعب الدرس أم لا. أما الآن، فقد تحوّل التعليم إلى منظومة تجارية بحتة، حيث أصبح المدرس يفتح لك الدرس بمجرد تحويل الأموال المطلوبة، دون أدنى تفاعل حقيقي.
لم يعد هناك تعليم بالمعنى الحقيقي، بل دروس خصوصية مدفوعة، لا تضمن حتى أن الطالب قد فهم فعليًا. الفيديوهات المسجلة والصوتيات المكررة لا تُتيح الفرصة للطلاب للتفاعل أو السؤال أو الاستفسار، مما يخلق فجوة ضخمة في مستوى الفهم والاستيعاب.
التظلمات.. الظلم بعينه!
الأزمة لا تنتهي عند حد الدروس الخصوصية، بل تمتد إلى نظام الامتحانات والتظلمات، حيث يكتشف الطلاب بعد كل هذا الجهد والتكاليف أن النتائج لا تعبر عن مجهودهم الحقيقي.
وهنا تأتي الطامة الكبرى، إذ أن التظلم مسموح فقط في تجميع الدرجات، وليس في إعادة تصحيح الأسئلة!
ماذا لو كان هناك سؤال لم يتم تصحيحه أصلًا؟
ماذا لو كان المصحح قد أخطأ في تصحيح الإجابة بسبب نقص كلمة أو كلمتين؟
المصيبة أن الذي يصحح المادة ليس بالضرورة مدرسًا لها، بل مجرد مصحح يتبع نموذج إجابة حرفي دون أي اجتهاد في التقدير.
التعليم تحول إلى استنزاف مالي بلا فائدة
في النهاية، تشعر وكأنك لا تُعلم أبناءك، بل يتم استغلالك أنت وأولادك وشقى عمرك في منظومة تعليمية تجارية لا تهتم بجودة التعليم بقدر ما تهتم بالمكاسب المادية.
إلى متى سيظل هذا الوضع مستمرًا؟ ومتى يعود التعليم إلى مساره الصحيح؟