التفكك الأسري نار تلتهم المجتمع المصري
غياب الوعي وسوء الإختيار وعدم تحمل المسئولية في مقدمة أسباب الطلاق
علاج التفكك الأسرى يتطلب خطة قومية تشارك فيها جميع مؤسسات المجتمع
تحقيق/ حسن ابوكباش
تعد ظاهرة التفكك الأُسري والعنف من المشكلات الكبرى التي بدأت تغزو المنازل المصرية بشكل مُكثف في الآونة الأخيرة، وتبدأ بالتصرفات المسيئة بين الأزواج وتتطور لتصل إلى الطلاق والخلع وفي بعض الأحيان إلى القتل، الأمر الذي يؤثر سلبا على الأبناء سواء في تفكيرهم او سلوكياتهم. قد تكون في بعض الأحيان مشردة غير مدركه بالمجتمع الذي تعيش فيه، وقد يكون التفكك الأسري نتيجة حالات مرضية كتعاطي المخدرات والمواد الكحولية والأمراض العقلية والنفسية ٠
قضايا الأسرة
ولمعرفة خطورة التفكك الأسري ننظر الى عدد القضايا التي تنظرها محاكم الاسرة التي أنشئت محكمة الأسرة عام 2004، وحدد القانون اختصاصها بالنظر في جميع قضايا الأحوال الشخصية والتي تشمل، الطلاق والنفقة والأجور سواء بالنسبة للزوجة أو الأولاد أو الأقارب وكذلك حضانة الأطفال .. وكان الهدف الأساسي من تلك إنشاء المحكمة هو حصر كل قضايا الأسرة في محكمة واحدة وذلك لضمان تحقيق العدالة السريعة واحباط محاولة اي من الطرفين المتنازعين بزيادة معاناة الأخر وذلك عبر إقامة عدة دعاوى فى محاكم متباعدة لإطالة أمد القضية وتشتيت الجهد والمال.
وتؤلف محكمة الأسرة من ثلاثة قضاه يكون أحدهم علي الأقل من درجة رئيس المحكمة الإبتدائية.
وتشير الاحصائيات الرسمية أن محاكم الاسرة في مصر تنظر حوالي مليون قضية سنويا .
رأي الخبراء
ويرى الخبراء في تصريحات عبر اتصال هاتفي أن التفكك الأسري يحتاج لعلاج تشارك فيه جميع مؤسسات الدولة، واشاروا ان السبب الرئيسي يتمثل في غياب الوعي وتراجع القدرة على تحمل المسئولية داخل المجتمع المصري . بينما اختلف الخبراء حول علاقة الاقتصاد بالتفكك الأسري علي الفرد والمجتمع٠
وأكد اللواء «خيرت بركات» رئيس الجهاز المركزي للتعبئة والأحصاء في تصريح سابق له مع الاعلامي وائل الابراشي عبر برنامج« التاسعة» الذي يذاع علي القناة الأولى المصرية أن حالات الطلاق زادت بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة موضحاً أنه يوجد حالة طلاق كل دقيقتين و 20 ثانية واكثر من 10 آلاف حالة خلع في العام٠
وقال إن معدل حالات الطلاق خلال عام 2020 تجاوز 28 الف حالة طلاق.
خطة قومية
وأوضحت المحاميه « بشري إبراهيم» من قرية ابوالغيط – مركز القناطر الخيريه – محافظة القليوبية٠ أن السلوك السيئ وتدخل الأهل ووسائل التواصل الاجتماعى هي أهم الأسباب للتفكك الأسري بين الازواج .
وقالت أن مشكلة التفكك الأسري يلزم لحلها وضع خطة وطنية قومية تحدد أبعادها من خلال علماء وباحثين عن طريق دراسة أسباب المشكلة والوقوف عليها ووضع حلول جذرية لها ٠
وطالبت جميع الأطراف بالتحلي بالصبر وتجنب المصالح الشخصية والنظر لمستقبل الأسرة والمجتمع ككل لعدم خلق سلوك سيئ لدي الأبناء الذين هم نواة المجتمع واكدت علي الحفاظ علي الزوجات لعدم وجود عائل لهم وهم أكثر الأطراف تضرراً حيث أنهم مطالبون باالتربية والانفاق علي الأبناء حيث أن مبلغ النفقة ثابت لا يذيد ولا يكفي لسد احتياجاتهم مما يجبرها علي الخروج للعمل من أجل توفير المال المطلوب ٠
غياب الوعي
وفي سياق متصل، أرجعت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، ظاهرة التفكك الأسري والعنف في المجتمع المصري لغياب الوعي والثقافة داخل المجتمع المصري، مستبعدة أن يكون الجانب الاقتصادي سبب تنامي الظاهرة كما يزعم البعض.
وأشارت إلى أن التشرد الفكري انتشر بشكل كبير لعدم وجود خط دفاعي ثقافي من الدولة، وأصبح المواطن غير قادر على إرجاع الصورة الجيدة لمصر مرة أخرى، مشيرة إلى أن المال أصبح الهدف الأبرز لمعظم الشعب، الأمر الذي أدى إلى زيادة حالات القتل والعنف بشكل متكرر.
وأكد الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، أن التفكك الأسري سببه الانهيار الثقافي وتدهور القيم الاجتماعية والدينية، مضيفا أن الفترة القادمة ستكون أصعب كثيرا إذا لم توضع حلول جذرية لهذه الظاهرة التي تقضي على الأسرة والمجتمع٠
ومن جانبه حذر الشيخ حسين صابر علاء الدين أحد علماء قرية ابوالغيط- مركز القناطر الخيريه- محافظة القليوبية أن أخطر أعمال الشيطان علي الإنسان هو التفريق بين الزوجين لانه يريد هدم البيوت وتفرقتها، ويريد أن تتمزق المحبة والمودة، ويحل بدلاً منها العداوة، ويريد أن يضيع الأولاد، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه يفتنون الناس، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا، وكذا فيقول: ما صنعت شيئا. قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته. قال: فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت»
رأي المطلقات
وقالت مطلقة تدعي ش- ش 25 عام من القليوبية – أن السبب الرئيسي في التفكك الأسري هو عدم تحمل الزوج المسئولية والانفاق على الأسرة وعدم المصداقية والشفافية بين الزوجين وعدم الاختيار السليم من الأساس الذي يتطلب التكافئ في مستوي التعليم والتقارب الذهني ويتسبب في إنهاء العلاقات الزوجية سريعاً مع الوضع فى الاعتبار أيضا وجود اشخاص وسطاء ويعرفون بإسم سماسره الزواج .
وذكرت مطلقة أخري تدعي- ن – م – تبلغ من العمر 28 عام وهي أم لأربعة أطفال من القاهرة قضيت فترة زواج حوالي 17 عام وتحملت الكثير من أجل أبنائي لكن فاض بي الكيل من تصرفات زوجي حيث أنه لا يعرف حقوق للزوجية ولا يسعي لتوفير احتياجات الأبناء ويرضخ لكل طلبات أهله واهماله لبيته وأولاده والكذب المتكرر الذي جعلني لا استطيع ان اتحمله ٠
وتابعت مطلقة ثالثة تدعى – أ – ح – تبلغ 20 عام من الجيزة مطلقة ولديها طفلين قالت إن السبب في التفكك الأسري هو عدم تحمل المسئولة ومتطلبات الزواج وذكرت أن وسائل التواصل الاجتماعي أثرت بالسلب علي حياة المجتمع المصري وتعتبر سبب رئيسي في خلق مشاكل بين الأزواج وتنشئ حالة من البرود وعدم الرغبة بين الطرفين وانشغالهم عن المهمة الأساسية وهي الإهتمام ببعضهم وتربية الأبناء كما أنها تصنع علاقات غير شرعية ومحرمة تؤدي إلى انفصال الزوجين ٠