البحث العلمى

التلوث بالمعادن الثقيلة يضعف نمو الطحالب ويضر بالتوازن البيئي

لقد امتدت مخاطر التلوث البيئي لتؤثر على جميع الكائنات الحية بما فيها الطحالب . ومن هنا تولدت فكرة البحث الذي أجرته الاستاذه الدكتورة نادية حجازي نعمان استاذة الصحالب بقسم النبات بكلية العلوم جامعة الاسكندرية ،حيث استخدمت طحلب من الطحالب الخضراء المزرقة وهو أوسيلاتوريا ليموزا لدراسة تأثير بعض المعادن الثقيلة وهى النحاس والكادميوم والرصاص على نموه ومحتواه من كلورفيل أ وبعض مكوناته الخلوية (محتواه من البروتينات الكلية الذائبة والكربوهيدرات الكلية الذائبة والأحماض النووية) للوقوف على مدى الأضرار التى تؤثر على التوازن البيئي .

ولقد وجد أن معاملة الطحلب بتركيز 0.4 ملى جرام / لتر من النحاس لمدة 14 يوم  سببت نقصاً ضئيلاً فى نموه ومحتوى الكلوروفيل ومحتواه من المكونات الخلوية تحت الدراسة فى حين أن ارتفاع تركيز النحاس من 0.8 إلى 2.4 ملى جرام / لتر أدى إلى نقص نموه بنسبة 31% ، 93% على التوالي كما أن تركيز 0.8 ملى جرام / لتر من النحاس أدى لنقص محتوى الكلوروفيل أ بنسبة 21% فى حين أن زيادة تركيز النحاس إلى 2.4 ملى جرام / لتر قد أدى نقص هذا المحتوى بنسبة حوالى 90% تقريباً .

أما البروتينات الكلية الذائبة والكربوهيدرات الكلية الذائبة والأحماض النووية ( الحمض النووى الريبوزى والحمض النووى الديؤكسى ريبوزى ) فلقد نقصت لنسبة 95% ، 88% ، 67% ، 80% على التوالى عند التعرض لتركيز النحاس 2,4 ملي جرام / لتر .

أما الكاديموم والرصاص فقد أدى تأثيرهما إلى نقص شديد فى نمو الطحلب حتى فى التركيزات المنخفضة مما يشير إلى ان أوسيلاتوريا ليموزا أكثر تحملاً للمعدن الثقيل النحاس من الكادميوم والرصاص .

ولقد أوضحت النتائج أن المعاملة بالرصاص قد سببت نقصاً فى نمو الطحلب ومحتوى الكلوروفيل  من المكونات الخلوية تحت الدراسة بصورة أشد مما أحدثه المعدن الثقيل الكادميوم ففى حين أن الكادميوم قد أدى لنقص النمو بنسبة 97% عند استخدامه بتركيز  2.4ملى جرام / لتر فلقد أدى نفس التركيز من الرصاص لنقص النمو بنسبة 98% ولقد أدى هذا التركيز من الكادميوم والرصاص إلى نقص محتوى الكلورفيل أ بالطحلب بنسبة 90% ، 94% على التوالى كذلك دلت نتائج معاملة الطحلب أوسيلاتوريا ليموزا بالنحاس والكادميوم والرصاص أن التأثير المثبط لنمو الطحلب ومكوناته الخلوية يتصاعد بزيادة تركيز هذه العناصر حيث ثبت أنه بتعريض الطحلب إلى 4 ,2 ملي جرام / لتر من الكادميوم والرصاص قد أدى إلى إحباط شبه كلى فى كمية البروتينات الكلية الذائبة والكربوهيدرات الكلية الذائبة والأحماض النووية .

        وفى ضوء نتائج الدراسة يمكن التوصية بمحاولة الحفاظ على هذا الطحلب وغيره من الطحالب والتى تلعب دوراً هاماً فى البيئة وعليه لابد من التخلص من المعادن الثقيلة بالمصادر المائية كما يجب على القائمين بإدارة المصانع بمعالجة نواتجها حتى نقلل من الأضرار الناتجة عن تراكم المعادن الثقيلة الضارة بالطحالب .

بقلم / ا. د. نادية حجازي نعمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.