الاماراتالسعوديةشئون عربية

التوتر الخفي بين السعودية والإمارات: منافسة اقتصادية وصراع جيوسياسي ومساعي لتغيير ميزان القوى

كتب – المحرر السياسي 

التوترات بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة قد تصاعدت بشكل خفي في الآونة الأخيرة، مع بروز خلافات واضحة في العديد من الملفات الاقتصادية والجيوسياسية. *وفقًا لتقرير نشره *The Geopolitics في أغسطس 2023**، تزايدت هذه المنافسة بين الرياض وأبوظبي بشكل رئيسي في المجالات الاقتصادية والدفاعية. على الرغم من التزام الدولتين بالتعاون في مشاريع تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط، فإن كلتا الدولتين تسعيان لجذب الاستثمارات والشركات متعددة الجنسيات، مما أدى إلى سباق بينهما. الرياض اتخذت خطوات لخفض الضرائب على الشركات وتقديم حوافز كبيرة لجذب الشركات من دول الجوار، في محاولة لمنافسة دبي كمركز اقتصادي رئيسي في المنطقة.

في الجانب الجيوسياسي، برزت هذه المنافسة بشكل واضح في السودان، حيث *أفاد تقرير لمجلة *Africa Defense Forum في يونيو 2024** بأن الإمارات تدعم قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، بينما تدعم السعودية الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان. هذا الانقسام بين الرياض وأبوظبي في السودان يعكس التحول في استراتيجياتهما الإقليمية، حيث تسعى كل دولة لتعزيز نفوذها على حساب الأخرى. وقد تم تفسير هذا الصراع كجزء من “لعبة الهيمنة” الجديدة في الشرق الأوسط، حيث تسعى كلتا الدولتين للسيطرة على الموارد والموانئ الاستراتيجية في المنطقة .

*وفقًا لتقرير صادر عن *هيومن رايتس ووتش في عام 2024**، تواجه السعودية تحديات داخلية فيما يتعلق بالإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية ضمن رؤية 2030. وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتحسين الصورة الدولية للمملكة، إلا أن الانتهاكات المتعلقة بحقوق الإنسان والقيود المفروضة على حرية التعبير لا تزال مصدر انتقاد كبير. بالإضافة إلى ذلك، يُظهر التقرير استمرار التحالف العسكري بقيادة السعودية والإمارات في اليمن، والذي تسبب في مقتل وجرح الآلاف من المدنيين جراء الغارات الجوية، مما أدى إلى ضغوط دولية على الدولتين لمراجعة استراتيجياتهما العسكرية [

تشير هذه التقارير إلى أن العلاقات بين السعودية والإمارات تتجه نحو مزيد من التوتر في المستقبل، سواء على المستوى الاقتصادي أو الجيوسياسي، مما قد يؤدي إلى إعادة تشكيل ميزان القوى في منطقة الخليج والشرق الأوسط.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.