كتبت/ عزه السيد
التوحيد كله فى سورة الأخلاص وقال العلامة ابن القيم – رحمه الله – :
(( وملاك النجاة والسعادة والفوز بتحقيق التوحيدين اللذين عليهما مدار كتب الله تعالى، وبتحقيقهما بعث الله سبحانه وتعالى رُسُلَه عليهم الصلاة والسلام وإليهما رغَّب الرسل صلوات الله وسلامه عليهم كلهم، من أولهم إلى آخرهم.
أحدهما: التوحيد العلمي الخبري الإعتقادي المتضمن إثبات صفات الكمال لله تعالى، وتنزيهه فيها عن التشبيه والتمثيل، وتنزيهه عن صفات النقص.
والتوحيد الثاني: عبادته وحده لا شريك له، وتجريد محبته والإخلاص له وخوفه ورجاؤه والتوكل عليه والرضى به ربًّا وإلهًا ووليًّا، وأن لا يجعل له عدلًا في شيء من الأشياء.
وقد جمع سبحانه وتعالى هذين النوعين من التوحيد في سورتي الإخلاص وهما: سورة {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} المتضمنة للتوحيد العملي الإرادي، وسورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} المتضمنة للتوحيد الخبري العلمي.
فسورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فيها بيان ما يجب لله تعالى من صفات الكمال، وبيان ما يجب تنزيهه من النقائص والأمثال.
وسورة {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} فيها إيجاب عبادته وحده، والتَّبري من عبادة كل ما سواه )).