الثقافة: مؤتمر صحفى اليوم للكشف عن تفاصيل إعادة مخطوط نادرعمره 600 عام

كتب محمود هاشم

تعقد الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، اليوم الاثنين ٦ اغسطس، مؤتمرآ صحفيآ وبحضور الدكتور هشام عزمي، رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية، للكشف عن تفاصيل رحلة إعادة مخطوط نادر عمره نحو 600 عام، إلى دار الوثائق القومية بالفسطاط بعد سرقته في سبعينات القرن الماضي.

ويحمل هذا المخطوط – الذي يعد من نوادر تراث مصر- عنوان “المختصر في علم التاريخ” للمؤلف محي الدين الكافيجى.

وكان معروضا للبيع في مزاد علني بصالة “بونهامز” بالعاصمة البريطانية، قبل أن تنجح سفارة مصر بلندن في استرداده، وقامت دار الكتب والوثائق القومية بمخاطبة الجهات المعنية.. وبالفعل تم إيقاف البيع لحين استكمال إجراءات إثبات الملكية لمصر.

يأتي استرداد المخطوط في إطار الجهود التي تبذل لإعادة الموروثات والمقتنيات الثقافية المصرية التي سرقت وهربت من مصر، كما أن دار الكتب لم تتوان عن اتخاذ الإجراءات اللازمة فور سرقة المخطوط ، من أجل ضمان حق مصر، وسهلت من مهمة استعادته التي استغرقت حوالي خمسة أشهر.

ومؤلف هذا المخطوط الكافيجي “788 – 879 هـ” هو محمد بن سليمان بن سعد بن مسعود الرومي الحنفى محيى الدين، أبو عبد الله الكافيجى، من كبار العلماء ، وهو رومي الأصل واشتهر بمصر وعرف بالكافيجى لكثرة اشتغاله بالكافية في النحو، وتولى العديد من الوظائف منها: مشيخة الخانقاه الشيخونية، وانتهت إليه رياسة الحنفية بمصر، له تصانيف أكثرها رسائل؛ منها: “مختصر فى علم التاريخ، أنوار السعادة في شرح كلمتي الشهادة، منازل الأرواح، معراج الطبقات، قرار الوجد في شرح الحمد، نزهة المعرب، التيسير فى قواعد التفسير، حل الإشكال فى الهندسة، الإحكام في معرفة

الإيمان والأحكام، الإلماع بإفادة لو للامتناع، جواب في تفسير: والنجم إذا هوى، مختصر فى علم الإرشاد”.
والمخطوط هو أي وثيقة مكتوبة بخط اليد، والمخطوطة في العالم الإسلامي والعربي تشمل كل الكتب التي كانت مخطوطة حتى إدخال اختراع آلة الطباعة في حوالي 1450 ، وكان النسخ من الكتب بالكتابة اليدوية مستمرا منذ أقل من قرن، وما زالت الطباعة مكلفة.

وتضم مصر نفائس ونوادر المؤلفات من المخطوطات وأقدم المطبوعات ، لاسيما أن دير سانت كاترين يحتوي على مكتبة للمخطوطات يقال نها ثاني أكبر مكتبات المخطوطات بعد الفاتيكان.

وتضم دار الكتب والوثائق القومية حوالي 57 ألف مخطوط تعد من أنفس المجموعات، وهي مرقمة ومفهرسة وتغطي تشكيلة واسعة من المواضيع، حيث تتميز بتنوع موضوعاتها وخطوطها المنسوبة ومخطوطاتها المؤرخة.

كما تضم مجموعة نفيسة من أوراق البردي العربية من بينها مجموعة عُثر عليها في كوم أشقاو بالصعيد تبلغ مجموعها ثلاث آلاف بردية تتعلق بعقود زواج وبيع وإيجار واستبدال وكشوف وسجلات وحسابات خاصة بالضرائب أو تقسيم مواريث أو دفع صداق وغيرها.

كما تمتلك الدار مجموعة طيبة من النقود العربية يعود أقدمها إلى سنة 77هـ (696م) ، وتشمل مجموعاتها تشكيلة كبيرة من مخطوطات القرآن المكتوبة على الورق والجلد وبعضها في الخط الكوفي القديم غير المنقط وبعضها لخطاطين مشهورين، وهناك مجموعات من مخطوطات البردي من مختلف أنحاء مصر بعضها يعود للقرن السابع أو قبله، وهي منجم معلومات عن الحياة الاجتماعية والحضارية في مصر في بداية الإسلام، وفيها مجموعات عثمانية وفارسية قديمة أيضا ، وفي الدار قطع نقدية يعود أقدمها إلى 693 م.

Exit mobile version