الجدار العازل والجدار الأخطر

بقلم/خالد طلب عجلان
جدار الفصل العنصري أو الحاجز الأمني هو عبارة عن جدار طويل بنته إسرائيل في الضفة الغربية قرب الخط الأخضر وعلّلت ذلك بمنع دخول سكان الضفة الغربية الفلسطينيين إلى المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الخط الأخضر بينما يقول الفلسطينيون أنه محاولة إسرائيلية لإعاقة حياة السكان الفلسطينيين أو ضم أراضٍ من الضفة .
ولكن ليس هذا الجدار الذى نتحدث عنه اليوم
يوجد جدار أخطر وأخطر بألاف المرات..
ولم ينتبه له أحد حتى الأن
جدار صنعناه بأيدينا ويزداد ويرتفع كل يوم
حتى يأتى يوم يصعب إزالتة
جدار بين ابنائنا وأبائنا وإمهاتنا وجميع من نحب
أصبح الجميع مشغول بالإنترنت وشبكاته المختلة
اخذنا وأخذ الجميع ولا ننكر ذلك..
إنطوى الجميع على نفسه لم نعد نرى مايدور حولنا حتى مع أقرب الناس إلينا…
تتحدث مع إبنك أو إبنتك أو إختك او أخوك
وأنت تنظر فى هاتفك نعم تنظر فى هاتفك
هل نظرت ألى ملابس إبنتك أو اختك وهى تأخذ منك الأذن بالخروج؟
هل ركزت إلى إين تذهب ومتى تعود؟
بالطبع لا
هل نظرت ألى عيون أمك وهى تنظر إليك
وتريد التحدث معك وفى عيونها ألف طلب وطلب
من مشاكل الحياة المادية والنفسية؟
هل سألت أباك ماذا يرهقك؟
هل سألت أمك ماذا يحزنك؟
هل زرت أختك؟
هل تقربت إلى يتيم؟
هل سألت عن جيرانك؟
هل زرت مريضا هل شيعت جنازة؟
هل صليت العصر هل انتظرت صلاة الفجر شوقآ؟
هل سمعت الحصرى والمنشاوى وعبد الباسط ؟
هل قرأت لتوفيق الحكيم وإدريس والسباعى؟
هل تعلم موعد البرامج الأذاعيه ؟
كلمتين وبس…أبله فضيلة …وهمسة عتاب
هل ذهبت خلف منزلك لترى أمك أمام الفرن
تخبز العيش وتعد الطعام…
طلب منى ابنى الصغير الاذن بالخروج وكما نفعل
جميعا نشاور بأصبعنا لأبناءنا بالخروج دون النظر اليهم….
ولكن ابنى الصغير الذى لم يتجاوزر ال 9 سنوات
كان فى فمه (سيجارة) بذكاء منه كان يريد أن انظر اليه
ليوصل لى رسالة وبالفعل قد وصلت
أزيلوا هذا الجدار العازال يرحمكم الله