شئون عربية

الجزائر تحيي الذكرى الـ 44 لرحيل القائد والزعيم هواري بومدين

بومدين .. عاش ومات فقيرا وأغنى شعبه

 

يحيى الشعب الجزائري اليوم الثلاثاء 27 ديسمبر 2022 الذكرى الـ 44 لرحيل القائد والزعيم هواري بومدين  الذي توفي في مثل هذا اليوم عام 1978 . شغل المنصب من 19 يونيو 1965 واستمر على رأس السلطة حتى وفاته . يعتبر من أبرز رجالات السياسة في الجزائر والعالم العربي في النصف الثاني من القرن العشرين، وأحد رموز حركة عدم الإنحياز. لعب دورا هاما على الساحة الأفريقية والعربية، وكان أول رئيس من العالم الثالث تحدث في الأمم المتحدة عن نظام دولي جديد.

وكتب المعلم الجزائري عبد الرزاق عزوني على صفحته بموقع فيسبوك يقول :حظي الرئيس الراحل بومدين بحب كل الجزائريين لأنه أحب الجزائر وأخلص لها وخدمَها طوال عمره ، فقد افنى شبابه و هو مجاهد وقائد في الثورة التحريرية الكبرى وخدمها وهو رئيسا للبلاد من دون مقابل.ويجتمع الجزائريين على هذه المقولة :”اعطانا وزرع فينا ماستطاع من عنفوان وكبرياء وعزّة وكرامة وإباء”.

مضى ورحل دون ان يعطي  لنفسه بيت صغير ، مثل ما يملكه أبسط مواطن جزائري . مات فقيرا وأغنى شعبه، فالكثيرين صنعوا ثرواتهم في أيامه. فقد كان بومدين أفقر رئيس عرفته الجزائر والدول العربية..فيوم وفاته ويوم  جنازته كان أهله وأقربائه من الحاجة والفقر و بُؤس المظهر بحيث ماستطاع المسؤولون على التشريفات.إجلاسهم في المنصة الشرفية مع المسؤولين الكبار والشخصيات الهامة ورؤساء الدول.

كان بومدين أيام حكمه يمنع ايا كان من أفراد عائلته و أقربائه أن يصرّح بأن له قرابة به حتى لا يتحصّل على امتيازات .ولأن اسمه الحقيقي والرسمي  هو محمد بو خروبة لم يتعرف الناس على أي أحد من أقربائه ،ولا استفاد اي واحد من أهله للوصول إلى المناصب مهما كان هذا المنصب بسيطا ولا من أي امتيازات بتوصية من الرئيس بومدين نفسه حتى بلغ ببعض أفراد عائلته بالتفكير بتغيير لقبهم العائلي..وبلغت به الصرامة في الموضوع بأن كان يزور والده وهو مريض في المستشفى العسكري بسرية تامة أذهلت حتى الاطباء لكونه لم يطلب أي معاملة خاصة لوالده عن باقي المرضى.

ويحكى ايضا أن أمه من كثرة حاجتها وفقرها هدّدته بأن تشكوه لرئيس الجزائر ولم تكن تعلم أن إبنها هو رئيس الجزائر فتبسم الرئيس في وجهها وقال انا رئيس الجزائر فلم تصدقه  لانها تسكن في قرية نائية في اعالي جبال الاوراس ومنقطعة عنها اخبار البلاد

وتحكي زوجته أنيسة في كتابها عنه أنه يوم تزوجها طلب منها إتمام دراستها وأن لا تنخدع بمنصبه كرئيس للجمهورية لأنه لو حصل له مكروه فلن تجد ما تعيش به..وهذا ما حصل بالفعل فقد مات ولم يترك لها ولأهله شيء غير الاسم والفخر والاعتزاز باسم هذا الرجل العظيم الذي خلده التاريخ…هكذا يكون الرجال.

وفيما يلي تفاصيل عن نشأته تعليمه وانضمامه للثورة الجزائرية كما نشرته موسوعة ويكيبيديا:

النشأة والتعليم

الرئيس بومدين ابن فلاح بسيط من عائلة كبيرة العدد ومتواضعة الحال، ولد في 23 أوت سنة 1932 في دوّار بني عدي (العرعرة) مقابل جبل دباغ، بلدية مجاز عمار على بعد بضعة كيلومترات غرب مدينة قالمة. وسجّل في سجلات الميلاد ببلدية عين حسانية (كلوزال سابقا). في صغره كان والده يحبه كثيرا ورغم ظروفه المادية الصعبة قرّر إكمال تعليمه ولهذا دخل (المدرسة القرآنية) في القرية التي ولد فيها، وكان عمره آنذاك 4 سنوات، وعندما بلغ سن السادسة دخل مدرسة ألمابير سنة 1938 في مدينة قالمة وتحمل المدرسة اليوم اسم مدرسة محمد عبده، وكان والده يقيم في بني عديّ ولهذا أوكل أمره إلى عائلة بني إسماعيل وذلك مقابل الفحم أو القمح أو الحطب وهي الأشياء التي كان يحتاجها سكان المدن في ذلك الوقت.

وبعد سنتين قضاهما في دار ابن إسماعيل أوكله والده من جديد لعائلة بامسعود بدار سعيد بن خلوف في حي مقادور والذي كان حيّاً لليهود في ذلك الوقت (شارع ديابي حاليا)

وبعد ثماني سنوات من الدراسة بقالمة عاد إلى قريته في بني عدي، وطيلة هذه السنوات كان بومدين مشغول البال شارد الفكر لا يفعل ما يفعله الأطفال. لقد كان بومدين يدرس في المدرسة الفرنسية وفي نفس الوقت يلازم الكتّاب من طلوع الفجر إلى الساعة السابعة والنصف صباحا، ثمّ يذهب في الساعة الثامنة إلى المدرسة الفرنسية إلى غاية الساعة الرابعة وبعدها يتوجّه إلى الكتّاب مجدداً.

وفي سنة 1948 ختم القرآن الكريم وأصبحَ يُدَرّس أبناء قَريتِه القرآن الكريم واللغة العربية، وفي سنة 1949 ترك محمد بوخروبة (هواري بومدين) أهله مجدداً وتوجه إلى المدرسة الكتانية في مدينة قسنطينة الواقعة في الشرق الجزائري، وكان نظام المدرسة داخلياً وكان الطلبة يَقُومون بأعباء الطبخ والتنظيف. وفي تلك الآونة كان عمه الحاج الطيب بوخروبة قد عاد من أداء فريضة الحجّ مشيا على الأقدام، وبعد عودته ذهب إليه محمد (هواري بومدين) ليقدّم له التهاني، وكان هواري يسأل عمه عن كل صغيرة وكبيرة عن سفره إلى الديار المقدسة، وكان عمه يخبره عن كل التفاصيل ودقائق الأمور وكيف كان الحجاج يتهربون من الجمارك والشرطة في الحدود وحدّثه عن الطرق التي كان يسلكها الحجّاج، وكان بومدين يسجّل كل صغيرة وكبيرة، وكان بومدين يخطط للسفر حيث أطلع ثلاثة من زملائه في المدرسة الكتانية على نيته في السفر وعرض عليهم مرافقته فرفضوا ذلك لأنهم لا يملكون جواز سفر، فأطلعهم على خريطة الهروب وقال: هذا هو جواز السفر.

فرار من خدمة الجيش الفرنسي إلى تونس 

كانت السلطات الفرنسية تعتبر الجزائريين فرنسيين وتفرض عليهم الالتحاق بالثكنات الفرنسية عند بلوغهم سن الثامنة عشرة. استدعيَ للالتحاق بالجَيش الفِرنسي لكنّه كان مؤمنا في قرارة نفسه بأنه لا يمكن الالتحاق بجيش العدو ولذلك رأى أنّ المخرج هو في الفرار والسفر، وعندما تمكن من اقناع رفاقه بالسفر باعوا ثيابهم للسفر برا باتجاه تونس.

رحلته إلى الأزهر وانضمامه للثورة

ومن تونس توجه هواري بومدين إلى مصر عبر الأراضي الليبية، وفي مصر التحق وصديقه (بن شيروف) بالجامع الأزهر حيث درس هناك وتفوق في دراسته، وقسّم وقته بين الدراسة والنضال السياسي حيث كان منخرطا في حزب الشعب الجزائري، كما كان يعمل ضمن مكتب المغرب العربي الكبير سنة 1950، وهذا المكتب أسّسه زعماء جزائريون ومغاربة وتونسيون تعاهدوا فيما بينهم على محاربة فرنسا وأن لا يضعوا السلاح حتى تحرير الشمال الأفريقي، ومن مؤسسي هذا المكتب علال الفاسي من المغرب وصالح بن يوسف من تونس وأحمد بن بلة وآيت أحمد من الجزائر وكان هذا المكتب يهيكل طلبة المغرب العربي الذين يدرسون في الخارج.

رحم الله القائد والزعيم هواري بومدين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.