الجوع ينهش أطفال غزة: 85 حالة وفاة و900 ألف طفل يواجهون شبح الموت جوعا
كتب – محمد السيد راشد
في استمرار لمشاهد الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي تُرتكب يوميًا بحق المدنيين في قطاع غزة، تسجل الطفولة الفلسطينية ثمنًا فادحًا للحصار والمجاعة. فقد أفادت مصادر طبية، اليوم الإثنين، بوفاة 14 شخصًا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بينهم طفلان قضيا جوعًا في مشهد يهز الضمير الإنساني، لترتفع حصيلة ضحايا الجوع وسوء التغذية إلى 147 حالة وفاة، من بينهم 88 طفلاً.
وفي هذا السياق، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) وفاة الرضيع محمد إبراهيم عدس في مستشفى الشفاء، نتيجة نقص حاد في التغذية ونفاد حليب الأطفال، في تأكيد على تصاعد الكارثة الإنسانية في القطاع.
الحصار الخانق يمنع الغذاء والدواء
ويشهد قطاع غزة أزمة إنسانية متفاقمة جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 2 مارس 2025، والذي أدى إلى إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية، مما تسبب في تفشي المجاعة بين سكان القطاع، وخصوصًا الأطفال.
ووفق تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية، فإن واحدًا من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني من سوء تغذية حاد، في ظل تعطيل متعمد لوصول المساعدات الغذائية والطبية.
الأونروا: 600 شاحنة مساعدات يوميًا لإنقاذ السكان
حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من تضاعف معدلات سوء التغذية بين الأطفال خلال الأشهر القليلة الماضية، مشددة على أن القطاع يحتاج ما لا يقل عن 500 إلى 600 شاحنة مساعدات يوميًا لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المحاصرين.
وأكدت الأونروا أن هناك آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات تنتظر في مصر والأردن، لكنها ما زالت بحاجة إلى موافقات إسرائيلية لدخول القطاع، في وقتٍ قالت فيه الوكالة:
“لدينا فرق جاهزة، وأكثر من 10 آلاف موظف في غزة على استعداد لتقديم المساعدات فور وصولها، بكرامة وأمان، إلى المجتمعات التي نخدمها.”
“كل سكان غزة جوعى”… تحذير اليونيسف
وفي تصريح صادم، أعلنت منظمة اليونيسف أن “كل المواطنين في غزة جوعى”، مطالبة بتدخل عاجل لوقف الكارثة. من جانبه، قال توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، إن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص في غزة لم يأكل منذ أيام، مشددًا على ضرورة إيصال المساعدات بشكل فوري وإرساء وقف دائم لإطلاق النار.
