الحرب الاعلامية ضد النبي ﷺ وإسلام ضماد
بقلم / الدكتور محمد النجار
كان العرب يأتون الى بيت الله الحرام من أنحاء الجزيرة العربية ويلتقون في جو من الأمن والطمأنينة ، وكانوا يتأثرون بدعوة النبي ﷺ الى الاسلام ، وكان بعضهم يؤمن بدعوته ويشهد بوحدانية الله وانه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والبعض الاخر يتزعزع اعتقادهم بالأصنام والأوثان. وكان هؤلا ء الوافدون ينقلون أخبار الدين الجديد إلى مناطقهم وأهلهم عندما يعودون إلى ديارهم.
وهذا كان يزعج سادة كفار قريش وجبابرتهم حيث تنتشر دعوة محمد صلى الله عليه وسلم بين ربوع العرب بدلا من ان كانت محصورة في قريش حول البيت الحرام.
فازدادت نكاية كفار قريش ضد النبي ﷺ واصحابه ، وخططت قريش لتشويه صورة النبي ﷺ وأصحابه ، واصبحت تلتقي مع كل الوافدين الى البيت الحرام ويذكرون محمدا بكل سوء ومحاولة تشويه سيرته وسمعته ﷺ واتهامهم له بالسحر والجنون .
ومن بين الذين قابله كفار قريش ((( ضماد بن ثعلبة الأزدي))) ..
يقول عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ أن ضمادا قدم مكة وكان من أزد شنوءة، وكان يَرْقِي من هذه الريح (الجن)، أي أنه يقوم بما نسميه في عصرنا الحاضر بالرقية الشرعية من مس الشيطان ، فسمع ضماد سفهاء من أهل مكة، يقولون: إن محمدا مجنون.
فقال ضماد : لو أنِّي رأيتُ هذا الرجل لعل الله يَشْفيه على يدي، قال فلقيه، فقال: يا محمد إني أرقي من هذه الريح، وإن الله يشفي على يدي من شاء، فهل لك أرقيك؟؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له)) ثلاث مرات .
فقال ضماد: أعِدْ عليَّ كلماتك هؤلاء.
فأعادهن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ ثلاث مرات.
فقال ضماد(وهو الخبير بمس الشيطان) : لقد سمعت قول الكهنة، وقول السحرة، وقول الشعراء، فما سمعت مثل هؤلاء الكلمات ، فَهَلُمَ يدك أبايعك على الإسلام، فبايعه على الاسلام .
انظر أيها القارئ الكريم من أين دخل الاسلام قلب هذا الرجل الغريب الذي لم يعرف محمد!! .. دخل الاسلام قلبه من نفس الحرب التي شنتها قريش على محمد صلى الله عليهوسلم ، فقد سمع قول قريش عن محمد انه ساحر ومجنون ، فذهب يعالجه من الجنون ومس والشيطان والشعوذه ، فاكتشف أن محمدا ليس مجنونا ولا مشعوذا ولا مسه شيطان،وانما هو نبي ورسول الله لإنقاذ البشرية .. وأسلم في نفس اللحظة واصبح مدافعا عن الاسلام ورسوله.
إن كل الحملات الدعائية التي بذلتها قريش ضد النبي لتشويه صورته أمام كل القبائل قد باءت بالفشل ، بل وانقلبت ضد قريش وزعمائها عندما اكتشفت القبائل مدى كذب قريش وافتراءتها على محمد ودينه وقرآنه وشريعته ، فاعتنقت القبائل الاسلام وأصبحت قوة ضاربة تدافع عن دين الله وتنشره في كل أرض الله . فالإسلام يتمتع بقوة ذاتية مُؤيدة من الله ، وترعاه عناية الله الى يوم القيامة ، ولا يعتمد على قوة السلاح أو قوة الاقتصاد والسياسة ، انما تكمن قوته في الوحي وكلمات الله التي تأخذ بالقلوب وتستجيب لفطرة الانسان وتجيب على كل تساؤلات الانسان في كل مكان وزمان ..ونرى ذلك من خلال أعداد من يعتنقون الاسلام في قلب أوروبا وامريكا رغم حملات التشويه التي يبثها اعداء الاسلام في الشرق والغرب ودعم اليهود ضد العرب والمسلمين.
ومن هؤلاء ((ويلفريد هوفمان)) السفير والمفكر الألماني الذي أسلم واختار لنفسه اسما ((مُراد هوفمان))واصدار عدة كتب يدافع فيها عن الاسلام منها يوميات مسلم ألماني وكتاب الاسلام كبديل وغيرها، ويمكنكم الإطلاع على قصة اسلامه من الرابط :
لماذا أسْلَمْتْ؟.. (3) إسلام السفير والمفكر الألماني مراد هوفمان
واختم مقالي بما قاله هذا السفير والمفكر الألماني :
((إن القرن الواحد والعشرين هو قرن الإسلام)).
والله الموفق لما فيه خير المسلمين والبشرية أجمع .
د.محمد النجار
أول ايام عيد الفطر1441هـ الاحد24-05-2020م