الحرب تدمر مصادر مياه الشرب في الخرطوم
متطوعون شرق الخرطوم يقضون نصف يومهم لسحب المياه من الآبار
كتبت: د. هيام الإبس
يواجه آلاف السودانيين في العاصمة الخرطوم أزمة حادة في الوصول إلى مياه الشرب الصالحة، حيث تعاني المدينة من توقف محطات المياه وندرة الإمدادات بسبب الصراع المستمر.
أعلنت غرفة طوارئ البراري، شرق العاصمة الخرطوم، أن المدنيين في هذه المنطقة يواجهون أسوأ أزمة في مياه الشرب، ما اضطرهم لجلب مياه غير صالحة للاستخدام البشري من الآبار المنتشرة في بعض المرافق العامة والمنازل. يعمل أبناء الحي، باستخدام الأيدي أو ماكينات تعمل بالوقود، لساعات طويلة في سحب المياه من هذه الآبار.
تشير غرفة الطوارئ إلى أن الأوضاع الحالية تشكل مأساة حقيقية لحياة الآلاف في شرق الخرطوم، حيث تعطلت الحياة العامة وانقطعت المياه بسبب القتال الدائر وعدم وجود ممرات آمنة لإصلاح البنية التحتية.
الحرب المستمرة في السودان تسببت في نزوح نحو 13 مليون شخص، فيما لا يزال مئات الآلاف من المواطنين غير قادرين على مغادرة العاصمة بسبب عدم توفر المأوى والموارد الضرورية مثل الغذاء والمياه.
في منطقة شرق الخرطوم، يعتمد السكان على مياه غير صالحة للشرب، ولكنهم مضطرون لاستخدامها لعدم وجود بدائل. ويواجه المتطوعون تحديات كبيرة في العثور على الوقود لتشغيل ماكينات سحب المياه، حيث يشترون الوقود من السوق السوداء بأسعار باهظة تصل إلى أكثر من 200 ألف جنيه مقابل أقل من 15 لترًا من الديزل أو البنزين.
على الرغم من الجهود المبذولة، لم تتمكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الضغط على أطراف النزاع لتشغيل محطات المياه والكهرباء في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع. وتعاني هذه القوات من صعوبات في إدارة الخدمات المدنية، بالإضافة إلى انتشار عمليات النهب والانتهاكات.
تعتمد العاصمة الخرطوم في تأمين مياه الشرب على 13 محطة نيلية و 7 محطات ضغط، بالإضافة إلى 1400 بئر جوفية، وفقًا للإحصاءات الرسمية. إلا أن محطات المياه الرئيسية، مثل المقرن وبحري والخوجلاب وبيت المال، خرجت جميعها عن الخدمة بعد تعرض بعضها لتدمير جزئي جراء القصف العشوائي. كما أن فرق الصيانة غير قادرة على الوصول لإصلاح هذه المحطات بسبب انقطاع الكهرباء ونقص مستلزمات التنقية مثل الكلور.