الحصار

✍️ بقلم: محمد أحمد نجم
دعونا نؤصل ونتحدث عن أن الجماعات المسلحة المنشقة عن جيشها الوطني لم تجلب لبلادها سوى الفرقة والشتات، ومن بعدها الخراب والدمار. هذا أمر لا يخفى على كل من له عينان في أم رأسه. وإن أحسنا الظن بهم يومًا وبنواياهم، فسنصطدم بالواقع الذي أوصلونا إليه. هذا التأصيل ينطبق على الدول المستقرة التي لها جيش وطني يدافع عنها ويحميها. أما في حالة الدول المحتلة والتي يمنعها المحتل من تشكيل جيش نظامي ، فلا بديل عن جماعات المقاومة المسلحة لتحرير الوطن وطرد المحتل ، كما يحدث حاليا في فلسطين .
أرض العزة والميعاد
اليوم أتحدث عن أرض عزيزة على قلوبنا جميعًا، وكيف لا وهي أرض الميعاد والملتقى، الأرض التي وطأها كثير من خلق الله الأتقياء الأنقياء، أرض المسري وبدء المعراج.
نجد اليوم في أرض العزة من يفتك الجوع بمعدتهم فتكًا، ونجد من يفترش الأرض ويلتحف السماء، ومن يحتضن حفنة تراب ليست إلا قبرًا يضم أعزّ أحبته.
آلام الشعب المرابط
الأب يحمل رفات ولده في قطعة قماش ملطخة بالدماء الطاهرة، والابن يجمع أشلاء أبيه بعد أن تناثرت جراء القصف.
شعب صابر مرابط لم يقترف ذنبًا، ولم يكن له يد فيما جرى. إنه الشعب الذي تكالب عليه الخارج بوعدٍ لا يملك (وعد بلفور)، وباحتلالٍ يستبيح ما لا يستحق، واغتصاب ما ليس له.
خيانة الداخل
أما من الداخل فحدث ولا حرج: من باع الأرض مقابل نظرة بائسة من امرأة لعوب، ومن باع عمر شعب كامل مقابل ليلة عابثة، ومن أعمى بريق المال والذهب بصره وترك من أجلهما كل شيء.
دماء الأبطال وتضحيات الشعوب
قد ارتوت الأرض بدماء الشهداء، وقدّمنا الغالي والنفيس دون منّة ولا فضل نتباهى به. عبرنا أزمات اقتصادية وضغوطًا مختلفة، لكن ذلك كله كان واجبًا تجاه إخوتنا، فهم منا ونحن منهم، يجمعنا الدين واللغة، وعلاقتنا كاليد والعين؛ العين تدمع لألم اليد، واليد تمسح تلك الدموع.
الحصار من الداخل والخارج
إخوتنا في الداخل حاصرهم من باع ضميره وارتشف كأس الخيانة حتى الثمالة، ومن تبنّى فكرًا فاسدًا ومعتقدًا هدامًا، ومن أغرق نفسه في الصراعات. ثم جاء الحصار الخارجي ليكمل المشهد، فصاروا محاصرين من أنفسهم ومن أعدائهم معًا.
مسؤولية تاريخية وصمود دائم
ندرك أن لدينا مسؤولية تاريخية تجاه الشعب الصابر المحتسب، ولن ندخر جهدًا في تقديم ما نستطيع. لكننا نحتاج أيضًا إلى دعم إخوتنا في الوطن العربي الكبير لنواصل العطاء.
ورغم الحروب التي تستهدفنا من كل الجهات لتشتيت انتباهنا عن القضية الأولى للأمة، سنظل صامدين على العهد، حتى يرزقنا الله إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة في سبيله.
محمد أحمد نجم
كاتب من طين مصر