تشاد قلقة من تصريحات قائد عسكري سوداني وتعلن الاحتفاظ بحق الرد

كتبت: د.هيام الإبس

أعربت وزارة الخارجية وشؤون التشاديين بالخارج عن قلقها البالغ وعدم طمأنينتها لتصريحات مساعد قائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن ياسر العطا، التي أفاد فيها بأن مطاري أم جرس وإنجمينا في تشاد سيكونان أهدافًا عسكرية للجيش السوداني.

وفي بيان صادر عن الوزارة اليوم الإثنين، اتهمت الأنظمة السودانية بأنها تعمل على زعزعة استقرار دولة تشاد. وأكد البيان أن تشاد ستظل صامدة بفضل قواتها الدفاعية والأمنية، مشيرًا إلى أسف الوزارة لما آلت إليه الأوضاع في السودان نتيجة لما وصفه البيان بـ “عدم المسؤولية” من قبل النظام السوداني.

الرد على تصريحات ياسر العطا
وأوضح البيان أن مثل هذه التصريحات قد تؤدي إلى تصعيد خطير في المنطقة بأسرها. وأكدت تشاد احتفاظها بحق الرد بقوة على أي محاولة عدوان ضد أراضيها، مشددة على أنه إذا تعرض متر مربع واحد من الأراضي التشادية للتهديد، فإن تشاد سترد وفقًا لمبادئ القانون الدولي.

وأضاف البيان: “هذه التصريحات من مسؤول سوداني كبير تأتي في وقت تشهد فيه دولة تشاد موقفًا محايدًا من الصراع المسلح في السودان. الصراع في السودان هو شأن داخلي، والمسؤولية عنه تقع على عاتق الأطراف المتحاربة فقط”.

دور تشاد في استقبال اللاجئين
وأكد البيان أن دولة تشاد، بناءً على تقاليدها في الضيافة، استقبلت مئات الآلاف من اللاجئين الفارين من النزاع في السودان ولا تزال مستمرة في استقبالهم، ما يمثل عبئًا كبيرًا على البلاد. وشدد البيان على أن تشاد تلتزم بالسلام والتضامن والاستقرار في المنطقة.

دعوة للسلام
دعت الوزارة بدلاً من التهديدات غير المجدية إلى ضرورة أن يركز الفريق ياسر العطا وأطراف أخرى في الصراع السوداني على وقف الأعمال العدائية بشكل عاجل، والانخراط في حوار بناء للتوصل إلى حل سلمي ودائم.

التعاون من أجل السلام في السودان
وفي ختام البيان، أكدت تشاد استعدادها للتعاون الفعال مع كافة الأطراف الراغبة في المساهمة في إعادة السلام إلى السودان، مشيرةً إلى أن أي نهج آخر سيكون غير مقبول.

التصريحات المثيرة للجدل
وكان الفريق أول ركن ياسر العطا قد هدد في 23 مارس 2025 بأن الجيش السوداني سيضع مطاري إنجمينا وأم جرس ضمن أهدافه العسكرية، مبررًا ذلك بالاتهامات الموجهة إلى دولة تشاد بتمويل قوات الدعم السريع عبر هذين المطارين. وأضاف العطا في كلمته: “حديثي لا يعبر عن العواطف، بل هو تحذير حقيقي للرئيس التشادي محمد إدريس ديبي”.

اتهامات تمويل قوات الدعم السريع
ويذكر أن تقارير موثقة أكدت أن دولة تشاد تعد المعبر الرئيس لتدفق الأسلحة إلى قوات الدعم السريع في حرب السودان، حيث شهدت مطارات إنجمينا وأم جرس حركة نشطة لهبوط طائرات محملة بالسلاح والعتاد.