الرئيس الإريتري يتهم إثيوبيا بالتحضير لحرب شاملة

شراقي يكشف أسرار التوربينات المتوقفة في سد النهضة ومخاطر الملء الصامت
كتبت: د. هيام الإبس
في تصعيد جديد يُنذر بانفجار الأوضاع في منطقة القرن الإفريقي، وجّه الرئيس الإريتري أسياس أفورقي اتهامات مباشرة إلى الحكومة الإثيوبية، متهمًا إياها بالكذب والتضليل والتحضير لحرب شاملة تستهدف زعزعة أمن البحر الأحمر.
أفورقي: أديس أبابا تسعى للهيمنة عبر “المغامرة”
وفي تصريحات نارية، وصف أفورقي الرسالة التي بعثتها إثيوبيا إلى الأمم المتحدة، متهمةً فيها إريتريا بزعزعة الاستقرار، بأنها “صبيانية وتحمل بصمات الخوف والتضليل”، مؤكدًا أن أديس أبابا تتبنى خطابًا استفزازيًا يمهّد الطريق لمواجهة عسكرية لا مبرر لها.
وحذر الرئيس الإريتري من أن طموح إثيوبيا لا يقتصر على الحصول على منفذ بحري، بل يمتد إلى محاولة بسط الهيمنة الجيوسياسية على موانئ البحر الأحمر، في ظل اتفاقات مثيرة للجدل مع صوماليلاند ودول أخرى لإقامة قواعد بحرية عسكرية، في تجاوز واضح للقوانين الدولية.
تحذير من “تحركات تسليحية خطيرة”
أشار أفورقي إلى وجود تحركات إثيوبية تشمل نقل طائرات مسيّرة، صواريخ، ودبابات نحو مناطق حدودية، مؤكدًا أن بلاده لا تسعى للحرب لكنها “لن تتردد في الدفاع عن سيادتها إن فُرض عليها القتال”.
ودعا الحكومة الإثيوبية إلى التركيز على أزماتها الداخلية بدلاً من الهروب بسياسات توسعية تهدد الأمن الإقليمي، مشيرًا إلى أن آماله في آبي أحمد تبخّرت بفعل “المغامرات الإقليمية والدوافع الخفية”.
لماذا لم تعمل توربينات سد النهضة رغم وصول البحيرة لأقصى سعة؟
من جانب آخر، كشف د. عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، أن بحيرة سد النهضة الإثيوبي وصلت حاليًا إلى السعة القصوى البالغة 60 مليار متر مكعب، وسط غموض بشأن أداء التوربينات وتجاهل رسمي من أديس أبابا.
انخفاض ضئيل في المياه رغم مرور 10 أشهر
أوضح شراقي أن البحيرة فقدت فقط 5 مليارات م³ من المياه خلال الفترة من سبتمبر 2024 حتى يوليو 2025، في حين أن الوضع الطبيعي يقتضي تصريف نحو 30 مليارًا على الأقل، ما يشير إلى شبه توقف في إنتاج الكهرباء نتيجة ضعف أو تعطل التوربينات.
ملء جديد دون إعلان رسمي؟
مع تدفّق الأمطار الموسمية، ارتفع منسوب البحيرة إلى 638 مترًا، وقد يصل إلى 640 مترًا (المستوى الحرج للمفيض الأوسط)، ما يرجّح وجود ملء صامت دون أي إعلان رسمي من الجانب الإثيوبي، في وقتٍ ارتفع فيه الإيراد اليومي للمياه إلى 400 مليون م³.
بوابات مغلقة وصمت إثيوبي
اتهم شراقي الحكومة الإثيوبية بـإغلاق بوابات تصريف المياه منذ ديسمبر 2024، في محاولة لإخفاء تعطّل التوربينات عن الرأي العام، وهو ما يُفسّر استمرار ارتفاع منسوب المياه دون توليد طاقة كافية.
مصر تستعد للأسوأ: سيناريوهات الطوارئ لمواجهة فيضان مفاجئ
أكد شراقي أن السد العالي المصري في وضعية آمنة حاليًا، إذ يحتوي على مخزون يصل إلى 162 مليار م³، لكنه حذّر من أن انهيار مفاجئ في سد النهضة خلال موسم الفيضان قد يُشكّل خطرًا كبيرًا.
آليات تصريف مائي ضخمة
أشار إلى أن مصر تمتلك قناة مفيض توشكى التي يمكنها تصريف 250 مليون م³ يوميًا، مع إمكانية تطويرها لتصل إلى مليار م³. كما يوجد قناة تحويل جانبية بجوار السد العالي لم تُستخدم حتى الآن.
وأشار إلى أن السد العالي مزود بـ24 بوابة (12 مزودة بتوربينات و12 بدون)، يمكنها تمرير نحو مليار متر مكعب يوميًا إذا لزم الأمر.
سياق إقليمي مشحون
تزامن تصعيد أفورقي مع تصاعد المخاوف من انفجار أزمة سد النهضة نتيجة غياب الشفافية، وتفاقم الأزمات السياسية والعسكرية في المنطقة، ما يجعل القرن الإفريقي في قلب توتر إقليمي مرشح للتصعيد، في ظل تحركات إثيوبية عسكرية، واتفاقات بحرية مريبة، واستعدادات مصرية سودانية لأي طارئ.