أراء وقراءاتاحدث الاخبارشئون عربيةفلسطين

السنوار……الشهيد الحي

متابعة/ هاني حسبو.

‏كان يُجهّز الطعام لمجاهديه في خان يونس، فإذا أعدَّه بيديه أخذ ربع رغيف له وأبقى بقيّته لهم، ساهرًا على راحتهم.

كان يجلس مع المقاتل يسأله عن تفاصيل العملية، كيف سيقوم بها، وكان يعرف خريطة المنطقة قبل أن يمكث فيها.

كان بينه وبين الدبابات أمتار قليلة، لكنه كان يرغب في تنفيذ مهام عسكرية لاستهدافها، غير أن المقاتلين كانوا يمنعونه من ذلك حرصًا عليه.

كان آخر من انسحب من “بلوك ج” في خان يونس، وتعرّض لحصار داخل بناية مكث فيها مستعدًا للمواجهة، لكن قدر الله أن ينسحب الجيش وألا يتقدّم في تلك المنطقة.

عثر على طعام للعدو فرفض أن يأكل منه، وقال: “طعام لا يأكله شعبنا لا نأكله.”

كان يتصل بالشباب في الميدان ويزورهم بشكل مفاجئ، يشعل فيهم الحماسة واللهيب، وقد رأيناه في بطولته وأناقة حضوره.

وذات يوم، قادته سيارة بالقرب من مكان وجود أطفاله، فقال: “نفسي ألمح إبراهيم أو واحد من الأولاد وأحضنه…” فاقترح عليه مرافقه أن يذهب لزيارتهم، لكنه امتنع خشية أن يُستهدف الناس بسببه.

كان ليله عجيبًا غريبًا، يقوم الليل من نصفه حتى آخره، وكان من معه يسمع صوت بكائه، ثم يُصلّي الفجر ويبقى على مصلاه حتى الشروق.

وفي آخر أيامه برفح، كان يُفطر مع مجاهديه على علبة فول، فطلب أحدهم أن يذهب لتأمين طعام، فردّ عليه: “استشهد وأنت تجيب سلاح، ما تستشهد عشان تجيب طعام.”

هذا قبس من حياة القائد المجاهد المشتبك حتى آخر لحظاته…

هذا سنوار الغزّيين.

 

✍️ كتب هذا الأثر محمود هنية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى