السودانشئون عربية

السودان في الأمم المتحدة: حكومة الأمل تجدد التزامها بالحكم المدني والسلام الشامل

كتبت – د. هيام الإبس 
في خطاب تاريخي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، جدد رئيس وزراء السودان الدكتور كامل إدريس التزام حكومته المدنية بتحقيق السلام، وتعزيز الحكم الديمقراطي، وحماية سيادة الدولة، في ظل استمرار الصراع الداخلي وتفاقم الأزمة الإنسانية. الكلمة التي ألقاها إدريس جاءت محملة برسائل قوية للمجتمع الدولي، داعيًا إلى تصنيف قوات الدعم السريع كـ”ميليشيا إرهابية”، ورفع الحصار عن مدينة الفاشر، وتبني خارطة طريق وطنية تضع السودان على مسار الاستقرار.

 شعار الأمل والسلام: بداية جديدة للسودان

استهل إدريس كلمته بشعار “أمل يتجدد في وحدتنا وقوة تكمن في سلمنا”، مؤكدًا أن السودان يسعى إلى تجاوز محنته عبر التمسك بالحكم المدني، وتعزيز مؤسسات الدولة، ومواجهة التحديات العالمية التي تهدد القانون الدولي وتغذي جرائم الإبادة والعدوان.

 إدانة جرائم الدعم السريع ودعوة لتصنيفها إرهابية

وجه رئيس الوزراء اتهامات مباشرة لقوات الدعم السريع، محملاً إياها مسؤولية ارتكاب جرائم قتل ونهب واغتصاب وتهجير خلال السنوات الثلاث الماضية، بهدف السيطرة على البلاد وتغيير ديموغرافيتها. وطالب المجتمع الدولي بإدانة هذه الجرائم، ووقف تدفق الأسلحة للميليشيات، وتصنيفها كجماعات إرهابية وفقًا لقرار مجلس الأمن 1591.

 خارطة طريق وطنية للسلام

أعلن إدريس التزام حكومته بخارطة طريق وطنية تشمل:

  • وقف إطلاق النار.
  • انسحاب قوات الدعم السريع من المناطق المحتلة.
  • رفع الحصار عن مدينة الفاشر.
  • تسهيل عودة النازحين واللاجئين.
  • تشكيل حكومة تكنوقراط مدنية تقود حوارًا وطنيًا شاملًا يمهد لانتخابات حرة ونزيهة.

 دعوة لتعزيز التعاون الدولي ورفض العقوبات السياسية

دعا إدريس إلى تعزيز دور الجمعية العامة في الدبلوماسية الوقائية، والاستفادة من مبادرة الأمم المتحدة (80) وقمة المستقبل. كما ندد بالعقوبات الأحادية المفروضة لأسباب سياسية، معتبرًا أنها تنتهك القانون الدولي وتعيق التنمية في الدول النامية، مجددًا رفض السودان لاستغلال حقوق الإنسان كأداة ضغط سياسي، وخطاب الكراهية والعنصرية والإسلاموفوبيا.

 حماية المدنيين والنساء والأطفال

قدمت الحكومة السودانية خطة وطنية لحماية المدنيين، تشمل آليات لتسهيل المساعدات الإنسانية، ومكافحة العنف ضد النساء والأطفال، مع التأكيد على الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، والدعوة لدعم الحلول الأفريقية للنزاعات بعيدًا عن التدخلات الأجنبية.

 موقف السودان من القضية الفلسطينية والعدوان على قطر

في سياق إقليمي، أعرب إدريس عن قلقه من التصعيد في الشرق الأوسط، خاصة في فلسطين وقطاع غزة، مؤكدًا أن الاستقرار يتطلب حلًا عادلًا وشاملًا يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس. كما أدان الهجوم الإسرائيلي على سيادة قطر، معتبرًا أنه تهديد مباشر للسلم والأمن الدوليين.

ختام الخطاب: كرامة الشعب وسيادة الدولة أولًا

اختتم إدريس كلمته بتأكيد التزام حكومته بتحقيق كرامة الشعب السوداني، ومحاربة الفقر والفساد، وإعادة الإعمار، مع التركيز على إشراك النساء والشباب في الحوار الوطني، لضمان مستقبل ديمقراطي مستقر للسودان، بعيدًا عن الإملاءات الخارجية التي تمس الأمن القومي.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى