السودان يُفنِّد اتهامات المجلس النرويجي للاجئين ويتهمه بمعاداة الحكومة
كتبت: د. هيام الإبس
اتهامات متبادلة بين السودان والمجلس النرويجي
انتقدت وزارة الخارجية السودانية تصريحات صادرة عن المجلس النرويجي للاجئين، واصفة إياها بأنها تحامل وعداء سياسي ضد الحكومة السودانية. وردت الوزارة على بيان الأمين العام للمجلس، يان إيجلاند، الذي زار السودان في نوفمبر الماضي واتهم الجيش بمنع وصول المساعدات الإنسانية واستخدام سلاح التجويع، مشيرة إلى أن هذه الجرائم ترتكبها قوات الدعم السريع وليس الجيش.
الموقف السوداني من اتهامات إيجلاند
أكدت الوزارة أن الجيش السوداني يلتزم بالقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين، بينما تستخدم قوات الدعم السريع المدنيين كدروع بشرية وتستهدف المنشآت المدنية. واستشهدت بوجود 11 مليون نازح في مناطق سيطرة الجيش كدليل على التزامه بحماية المدنيين.
ورفضت الوزارة مزاعم إيجلاند حول استهداف الطيران العسكري لمنازل المدنيين، وقارنت ذلك بما وصفته بـ”الدمار الهائل” الناتج عن القصف الإسرائيلي في لبنان، لتقليل أهمية الاتهامات الموجهة للسودان.
المجلس النرويجي للاجئين: معاناة إنسانية هائلة
في المقابل، وصف إيجلاند الوضع في السودان بأنه كارثي، مشيراً إلى أن المدنيين يتعرضون للعنف المروع، بما في ذلك تدمير القرى، والاغتصاب، والإعدام الميداني، والقصف الجوي. وذكر أن أكثر من 2,500 شخص قُتلوا الشهر الماضي، فيما نزح أكثر من 250,000 شخص بسبب النزاع المستمر.
وأوضح إيجلاند أن الأطراف المتحاربة، بما في ذلك الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تمنع وصول المساعدات الإنسانية بشكل ممنهج، مما يعرض حياة آلاف المدنيين للخطر.
تصعيد سياسي أم تسييس للعمل الإنساني؟
وصفت وزارة الخارجية تصريحات المجلس النرويجي بأنها تسييس للعمل الإنساني ومحاولة لتشويه صورة الحكومة السودانية دولياً. كما اعتبرت أن تحاشي المجلس الإشارة إلى فظائع قوات الدعم السريع يمثل قبولاً ضمنياً بجرائمها وتشجيعاً لسياسة الإفلات من العقاب.
وفي بيانها، أعربت الوزارة عن أسفها للموقف العدائي للمنظمة، مشيرة إلى أن الحكومة قدمت كل أشكال التعاون الممكنة لتسهيل العمل الإنساني.
