احدث الاخبار

السيستم واقع … فوت علينا بكره ياسيد

كتب / محمد عبدالسلام

من منا لايتذكر حال موظفى الحكومة فى فترة الثمانينات، عند الذهاب إلى اى مصلحة حكومية لاتمام او استخراج او ختم اى أوراق،خاصة بالمعاش او الصحة او التوثيق او خلافة، وكان لابد من الاستعداد قبل الذهاب إلى هذه المصلحة الحكومية، بالمرور على بعض المصالح الحكومية الأخرى لاتمام هذة الأوراق من اختام وإمضاءات، فى دورة لاتقل عن يومين او ثلاثة وفى بعض الأحيان اسبوع او اكثر “انت وحظك” وبعد ذلك عليك مراجعة اوراقك جيدا والتأكد من مدى سلامتها، وانها تستوفى جميع الشروط، من حيث عدد الأوراق والامضاءات والاختام وخلافة، وبعد كل هذا من الممكن أن تعزم الأمر وتتوكل على الله، وتتجه إلى الهيئة او الوزارة او المصلحة المختصة، لقضاء العمل الذى تريده، وتنطلق فى الصباح الباكر ليكون معك اليوم كاملا، وقد تفرغت تماما لانهاء هذة المهمة الشاقة، ولكى يحدث هذا يجب أن تقوم بتقديم اجازة من عملك فى هذا اليوم حتى تكون حرآ، وتتحرك كيف تشاء، وهذا ليس كل شئ يجب تقديم الاجازة قبلها بأسبوع على الاقل حتى يتم الموافقة عليها.

وبعد كل هذا العناء والاستعداد ووصولك إلى مبنى المصلحة الحكومية والدخول إلى اروقتة المتعددة ، الدخول لمكتب والخروج من آخر وبعد قضاء يوم كامل داخل هذا المبنى الحكومى، للبحث عن الموظف المسئول، تكون المفاجأة فى انتظارك انك لم تجد هذا الموظف على مكتبة، ويكون رد زملائة “فوت علينا بكره ياسيد” ضاربين كل ما تعرض له هذا المواطن الغلبان عرض الحائط.

وفى نهاية التسعينات ودخول الألفية كان الاتجاه إلى ميكنة النظام الحكومى “استخدام أجهزة الكمبيوتر” فى جميع المصالح الحكومية، لتسهيل مهام العمل وتقديم خدمة متميزة للمواطنيين، ومن هذه اللحظة وجميع الهيئات والمصالح الحكومية وغيرها تتسابق لتعميم هذة التجربة، منها من أنجز نسبة كبيرة، والبعض الاخر فى طور التنفيذ، حتى فى نفس المصلحة او الهيئة تجد قطاعات قد تم تنفيذ وتعميم هذه “الميكنة” وقطاعات أخرى لاتزال تحت التنفيذ والدراسة.

ومن حسن حظ المواطن المصرى، ان السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي قد وضع ممر التنمية فى برنامجه الانتخابى، والاهتمام بتكنولوجيا المعلومات وعلوم الفضاء والأبحاث العلمية، وارثاء بنية تحتية جديدة ومتطورة بهدف تقديم خدمة متميزة للمواطنيين فى جميع المجالات، وانة لا توجد تنمية عالميا دون تطبيق التكنولوجيا فى كل شئ، لقد انتهى عهد التوكل والعمل البطئ، كما كان فى زمان مضى.

ولكن وجب علينا أن نلفت الانتباه ان مع كل ذلك التطور والاهتمام وميكنة معظم الهيئات والمصالح الحكومية، تجد من يقولك لك “السيستم واقع فوت علينا بكره يا سيد” نتمنى أن تختفى هذه الظاهرة من حياتنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.