الشباب و خطورة “الخطف الذهني”
بقلم / محمد الشريف
أعتقد كان لديهم مساحة من الحرية تفاوتت من زمن لآخر، حرية تسمح للشباب أن يكون له رأي أو تصور ما مستقل حتى ولو اختلف مع غيره.
وكان تمسك الشباب بمبادئهم أقوى حينما كانت احلامهم مشروعة وقابلة للتنفيذ، وأرائهم تحترم وتلقى آذاناً صاغية، وإحساسهم بعدم التمييز. وأرى أنه من المهم جداً النظر في هذه الحرية بشكل أوسع وأكثر اهتماماً، مع ضبط حدود تلك الحرية، كي لاتتحول فوضى، فحرية مطلقة تعني كما نعلم مفسدة مطلقة، ولانغفل جميعاً أن حرية التعبير والفكر من مواد الحريات الرئيسية التي نص عليها “ألإعلان العالمي لحقوق الإنسان”.
وعلي مر الزمن هناك محاولات تجنيد فكرية ،سواء من دول أو منظمات أو جماعات.كلها تسعى لتجنيد أكبر عدد من الجماهير خاصة الشباب لخدمة فكره وهدفه ومصالحه.
وتعددت طرق وأساليب التجنيد لاعتناق تلك الأفكار ،سواء بالترهيب أو بالترغيب والإغراءات مادية كانت أو وعود بإيصالهم لمراكز مرموقة ، أو بإستخدام الدين أو المعتقد أياً كان لتأييد مايدعون،ويفعلون ذلك تدريجيا.
وفي الوقت نفسه يقومون بالتشكيك في معتقدات ومبادئ وقيم كل من يخالقهم ويضربون بكل مايستطيعون كل رموزه وموروثاته بهدف التدمير، وآلياتهم متعددة أبرزها “الشبكة العنكبوتية” و”المال القذر ” !.
ومن خلال تلك الشبكة يقومون بفلترة لعقول الشباب من فكرة الوطن والانتماء ويقومون بإدخال مدخلات خاصة بهم مدمرة وهو ما يطلق عليه “خطف ذهني”.
للأسف قيام الدول بفتح الباب على مصراعيه عبر الشبكة العنكبوتية للثقافات المختلفة والمعادية فجأة وبدون تحصين ثقافي للشباب من خلال المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية، أدى الى خلخلة أفكار الشباب وتشويش أذهانهم مما يؤثر سلبا على هويتهم وبالتالي انتمائهم .
ولحماية شبابنا يجب علينا إعطاء مساحة حرية أكبر للشباب للتعبير عن أنفسهم وأفكارهم ومشاركتهم ومناقشتهم ومحاولة وضعهم على الطريق السليم وتعديل المغلوط للنأي بهم عن طرق الشياطين الأشرار .
والعمل بشكل علمي ومؤسسي على تحجيم كل ما من شأنه المساس بمبادئ الشباب وقيمهم الراسخة المستوحاة من هوية وعراقة وأصالة الوطن، والعمل على عودتهم فكريا إلى حضن الوطن، وتعريفهم بمفهوم الأمن القومي، ورفع الوعى بتكثيف الأنشطة، الثقافية والفنية و والتعليمية والإعلامية وغيرها وحث الشباب على المشاركة بها.
ولتحقيق ذلك ينبغي التجديد الشامل والكامل للمنظومة الإعلاميةوالثقافية ، ونبدأ بتقديم المعلومة من الداخل كي لايبحث عنها الشباب خارج إطار الوطن فيتلقفه المتآمرون بمعلومات مغلوطة .
حفظ الله مصر وأهلها أجمعين.
الكاتب الصحفي
محمدالشريف عبدالفتاح الهنداوي