أراء وقراءات

الشباب والتطرف

بقلم / رمضان النجار 

تعريف التطرف فى اللغة هو تجاوز حد الإعتدال ،وعرفه أخرون بالوصول لقمة  الشئ والغلو فيه  . لكن التطرف المعروف بين الناس هو التطرف الفكرى و الدينى وهذا خطأ يستلزم التصحيح.

فالتطرف له أوجه عده ومراحل متعددة فى حياة الشاب وهذه المراحل كالتالى :-

المرحلة الأولى:  تطرف فى التمرد ضد المبادئ والأعراف والتقاليد 

يبدأ التطرف  عند الشباب برفض  التقاليد والأعراف ولجوء الشباب لكسر الحواجز التى تحمى التقاليد والأعراف السائدة فى المجتمع. ويلجأ الشباب للتمرد على كل شئ ليثبت ذاته وكيانه أمام الجميع .ودائما مايكون التمرد بداية على الأب والأم أولا ثم الأعراف والتقاليد ويكون التطرف فى كل شئ تطرف فى الملابس تطرف فى الإنفاق تطرف فى الغضب تطرف فى الفرح والسعادة دون ضوابط.

المرحلة الثانية : التطرف فى العواطف

المرحلة الثانية من التطرف هو التطرف فى المشاعر حين يصل الشاب لسن البلوغ يبدأ فى المبالغة فى المشاعر حتى تتسبب فى خطورة عليه وعلى جميع الأطراف على غرار الطالبة نيرة أشرف طالبة كلية الآداب جامعة المنصورة والتى قتلت على يد زميل لها فى نفس الكلية بعد رفضها الإستمرار فى علاقة حب معه .وكانت النتيجة ذهبت الفتاة ضحية وحكم على هذا الشاب القاتل بالإعدام رغم أنه كان طالب متفوق دراسيا لكن التطرف فى العواطف كانت عواقبه سيئة غير محمودة   . التطرف فى العاطفة تجعل الشاب  يبالغ فى السهر ويهمل فى دراسته وأعماله والنتيجة دائما ليست فى صالح الشاب .

المرحلة الثالثة : التطرف الفكرى والعقائدى

من أخطر مراحل التطرف التى قد تصيب الشباب المرور بمرحلة النطرف الفكرى والعقائدى وتبدأ هذه المرحلة عند  الشاب عندما يرى انه فى حاجه لتحصيل كمية كبيرة من العلوم فى وقت قصير جدا ظنا منه  أنه يكفر عن ذنوبه الماضية التى إرتكبها فى الماضى فى وقت قصير جدا  مما يجعله فريسه سهلة لبعض الأفكار المتطرفة التى تتبناها منظمات إرهابية ومتطرفة كالتى شاهدناها مؤخرا على الساحة والتى شاركت فى الفوضى والخراب الذى حل على كثير من البلاد العربية والإسلامية.

وخاصة إذا تبنى الشاب النسخة المتشددة من أيديولوجية أو مبدأ ما والذي عادة ما يكون مرتبط بالدين إلا أنه في الحقيقة قد يتعلق بتحقيق أهداف أخرى دنيوية غير معلنة. والتطرف الفكري من أخطر أنواع التطرف ويتمثل بالخروج عن القواعد الفكرية والثقافية السائدة في المجتمع ، ومن مظاهره التعصب للرأي وعدم تقبل آراء الآخرين .

والحل من وجهة نظرى

كل مرحلة يمر بها الشاب تحتاج لدراسة من الأهالى والدولة معا . ودور الدولة يتمثل فى عمل دراما لتوعية الشباب عن اخطار التطرف فى شتى المجالات وأن الشباب هم أمل الأمة وان الوسطية والاعتدال أساس الحياة السليمة . ثم يكون دور الأهالى فى جميع المراحل العمرية. فالشاب فى مرحلة البلوغ يحتاج لصداقة الأب والأم ونصائحهم على ان تكون النصائح دائما مصحوبة بالمحبة وان يكون ظاهرها الخوف على الشاب ومصلحة الشاب وفى مرحلة النضوح يأتى الدور الأكبر للأهالى بزراعة الحكمة فى عقول الشاب وتوجيه الشباب إلى الطرق التى تؤدى لإسعاده وبناء مستقبلة وان المستقبل وتكوين المستقبل ماهو إلا بداية الإستقرار والراحة والسعادة فمذاكرة الشاب لدروسه فى الثانوية يؤدى فى النهاية لكلية تضمن له السعادة والمركز المرموق فى المستقبل.

يجب أن يتكاتف الجميع  الأزهر والإعلام والبيت والمدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة وكل له دوره فى النصح والإرشاد والتثقيف لأن الشباب هم الأمل والمستقبل والإعلام وبرامج التوعية يجب أن تكون فى جميع المراحل الدراسية لتثقيف الشباب وتوعيته حتى لايقع فريسه للتطرف الفكرى والدينى فى غياب دور الأهل والمجتمع.

حفظ الله شباب مصر من كل مكروه وسوء

رمضان عبد الفتاح النجار

كاتب وباحث

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.