الصلاة …. ثانى نداء فى القرأن الكريم
بقلم – وليد على
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة، وهي عماد الدين، من حفظها؛ حفظ الدين. ومن ضيعها؛ فهو لما سواها أضيع.
فكان النداء الاول للمؤمنين فى صورة البقرة قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم )
ثم كان النداء الثانى للمؤمنين قال الله تعالى : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” (البقرة: 153).
والمعنى : استعينوا على إقامة دينكم والدفاع عنه وعلى سائر ما يشق عليكم من مصائب الحياة بالصبر وتوطين النفس على احتمال المكاره ، وبالصلاة التي تكبر بها الثقة بالله عز وجل وتصغر بمناجاته فيها كل المشاق وأعمها المصائب المذكورة في الآيات بعده ، ولا سيما الأعمال العامة
والصلاة لها فضائل عظيمة وكثيرة، منها الفضائل الآتية:
للصلاة فائدة هامة وعظيمة للمجتمع المسلم وذلك من خلال الصلاة جماعة في المساجد ، والتعارف والتقارب بين الناس في مثل تلك الأماكن الفاضلة ، وتوحد القلوب على العبادة ، واستقامتها في صف واحد ، من غير تفريق بين كبير ولا صغير ، ولا غني ولا فقير .
فهى سبب لمغفرة الذنوب فعن عثمان بن عفان – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: «ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها؛ وخشوعها، وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله» . رواه مسلم.
وهى كذلك سبب تطهير العبد ،عن جابر – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات» . رواه مسلم.
وهى تنهى عن الفحشاء والمنكر؛ قال اللَّه تعالى: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْـمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾.
وهى أفضل الأعمال بعد الشهادتين؛ لحديث عبد اللَّه بن مسعود – رضى الله عنه – قال: سألت رسول اللَّه – صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أفضل؟ قال: “الصلاة لوقتها” قال: قلت: ثم أيّ؟ قال: “برّ الوالدين” قال: قلت: ثم أيّ؟ قال: “الجهاد في سبيل اللَّه”
وهى تكفّر السيئات؛ لحديث أبي هريرة – رضى الله عنه – أن رسول اللَّه – صلى الله عليه وسلم – قال: “الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن، إذا اجتنبت الكبائر”
وهى أيضا نور لصاحبها في الدنيا والآخرة؛ لحديث عبداللَّه ابن عمر – رضي الله عنهما – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه ذكر الصلاة يومًا فقال: “من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور، ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون، وفرعون، وهامان، وأبيّ بن خلف”
وهى نوركما في حديث أبي مالك الأشعري – رضى الله عنه -: “الصلاة نور”؛ ولحديث بريدة – رضى الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: “بشر المشَّائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة”.
ويرفع اللَّه بها الدرجات، ويحط الخطايا؛ لحديث ثوبان مولى رسول اللَّه – صلى الله عليه وسلم – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال له: “عليك بكثرة السجود، فإنك لا تسجد للَّه سجدةً إلا رفعك اللَّه بها درجة، وحطَّ عنك بها خطيئة”.
وهى من أعظم أسباب دخول الجنة برفقة النبي – صلى الله عليه وسلم -؛ لحديث ربيعة بن كعب الأسلمي – رضى الله عنه – قال: كنت أبيت مع رسول اللَّه – صلى الله عليه وسلم -، فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: “سَلْ” فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: “أو غير ذلك؟” قلت: هو ذاك، قال: “فأعني على نفسك بكثرة السجود”.
وخير خطوات يشمى اليها العبد والمشي إليها تكتب به الحسنات وترفع الدرجات وتحط الخطايا؛ لحديث أبي هريرة – رضى الله عنه – قال: قال رسول اللَّه – صلى الله عليه وسلم -: “من تطهَّر في بيته، ثم مشى إلى بيت من بيوت اللَّه؛ ليقضي فريضة من فرائض اللَّه، كانت خَطْوَتاه إحداهما تحطُّ خطيئة، والأخرى ترفع درجة”.
وفي الحديث الآخر: “إذا توضأ أحدكم فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد، لم يرفع قدمه اليمنى إلا كتب اللَّه له حسنة، ولم يضع قدمه اليسرى إلا حط اللَّه عنه سيئة.. “.
والضيافة في الجنة بها كلما غدا إليها المسلم أو راح؛ لحديث أبي هريرة – رضى الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم -: “من غدا إلى المسجد أو راح، أعد اللَّه له في الجنة نُزُلاً كُلَّما غدا أو راح”. والنزل ما يهيأ للضيف عند قدومه.
وبها تُصلّي الملائكة على صاحبها ما دام في مُصلاّه، وهو في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه؛ لحديث أبي هريرة – رضى الله عنه – قال: قال رسول اللَّه – صلى الله عليه وسلم -: “صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه بضعًا وعشرين درجةً. وذلك أن أحدهم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد، لا ينهزه إلا الصلاة، لا يريد إلا الصلاة، فلم يخطُ خطْوَة إلا رُفِعَ له بها درجةً، وحُطَّ عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد، فإذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة تحبسه، والملائكة يُصلُّون على أحدكم مادام في مجلسه الذي صلى فيه، يقولون: اللَّهم ارحمه، اللَّهم اغفر له، اللَّهم تب عليه، ما لم يؤذِ فيه، ما لم يحدث فيه”.
وانتظارها رباط في سبيل اللَّه؛ لحديث أبي هريرة – رضى الله عنه – أن رسول اللَّه – صلى الله عليه وسلم – قال: “ألا أدلكم على ما يمحو اللَّه به الخطايا ويرفع به الدرجات))؟
قالوا: بلى يا رسول اللَّه، قال: ((إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخُطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط” .
وأجر من خرج إليها كأجر الحاج المحرم؛ لحديث أبي أمامة – رضى الله عنه – أن رسول اللَّه – صلى الله عليه وسلم – قال: “من خرج من بيته متطهرًا إلى صلاة مكتوبة، فأجره كأجر الحاج المحرم، ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه، فأجره كأجر المعتمر، وصلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتابٌ في عليين”.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
فهي قرة العيون ، وحياة القلوب ، ولذة الأرواح ؛ فهي بها الحياة والغذاء ، والدواء والنور ، والشفاء والعصمة ، وكل خير في الوجود فإنما هو مستفاد منها ، وحاصل بها ، وكل نقص في الوجود فسببه من إضاعتها ، ولولا رسوم قد بقيت لخربت الدنيا وطوي العالم ، وهي العصمة للناس وقوام العالم ، وبها يمسك الله السموات والأرض أن تزولا ، فإذا أراد الله سبحانه وتعالى خراب الدنيا ، وطي العالم : رفع إليه ما بقي من رسومها ؛ فالشريعة التي بعث الله بها رسوله هي عمود العالم ، وقطب رحى الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة ” .
فما أجمل الصلاة وأعظمها وأفضل شىء يحافظ العبد عليه فالله الله فى الصلاة فحافظ عليها ولا تضيعها .. والله اسال ان يجعلنا ممن يحافظون على الصلاة .
وليد على
وكيل كتاب الجمهورية
ومدير تحرير جريدة وموقع وضوح الإخبارى