تقارير وتحقيقات

العلاقات المصرية القطرية .. بين الود و الخلاف

تقرير أعده – وليد على

اختلفت وجهات النظر بين مؤيد ومعارض حول العلاقات المصرية القطرية وكيف مضت بين سنوات عجاف وأخرى مسثمرة وهذا ان دل فإنما يدل على أنه ليس فى السياسة خلاف ولا حب دائما .

ففى عام 2013 وبعد قيام ثورة 30 يونيو ، دب الخلاف بين القاهره والدوحه وذلك بسبب هجوم الإعلام القطري على النظام الجديد في مصر ،وتبنيه فكرة الانقلاب على الشرعيه من وجهة نظرهم ،مما أدى الى سحب القاهرة سفيرها لدى الدوحة في مارس من عام 2014.

وبداء يطفوا على الساحه أراء الكتاب حول الخلاف المصري القطري انه ممتد لأكثر من 20 عاما، أي منذ عهد مبارك، ولطالما كانت هناك إتهامات متبادلة من الطرفين، وأن الجزيرة لعبت دورا في ثورات الربيع العربي .

وشكلت إستضافة الدوحة لعناصر من جماعة الإخوان المسلمين وعلى رأسها الشيخ يوسف القرضاوي، الذي كانت تتم استضافته عبر قناة الجزيرة، إحدى النقاط الخلاف الرئيسية التي اعترض عليها الرباعي العربي – مصر والسعودية والإمارات والبحرين – وكانت مصر قد أعلنت جماعة الإخوان “جماعة إرهابية” في ديسمبر 2013، في أعقاب هجوم على مديرية أمن الدقهلية أسفر عن سقوط 16 قتيلا ونحو 140 مصاب.

وتمثل الرد القطري في التأكيد على سيادتها و “أن لكل دولة ذات سيادة سياستها الخارجية الخاصة”، بحسب مصدر في وزارة الخارجية القطرية.

وسحبت قطر سفيرها لدى القاهرة للتشاور في 2015 بعدما اتهم مندوب مصر لدى الجامعة العربية دولة قطر بدعم الإرهاب.

ووصل الخلاف بين قطر ومصرالى قمة  ، حين قطعت الأخيرة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل منتصف عام 2017، وهو الإجراء نفسه الذي اتخذته الإمارات والسعودية والبحرين، كما أغلقت الأجواء البرية والبحرية والجوية أمام قطر.

وقدمت الدول الأربع إلى قطر 13 مطلبا كشرط لإنهاء الحصار، وشملت المطالب إغلاق قناة الجزيرة وغيرها من المنافذ الإخبارية التي تمولها قطر، وخفض العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وإغلاق قاعدة عسكرية تركية في قطر، وإنهاء “التدخل” في شؤون الدول الأخرى.

ورفضت قطر الانصياع لتلك المطالب، قائلة إنها لن توافق على “التنازل” عن سيادتها وأن “الحصار” من قبل جيرانها ينتهك القانون الدولي.

وبعد وساطات، كان أبرزها من دولة الكويت، انعقدت في محافظة العلا بالسعودية، في 2021 أعمال القمة الخليجية الحادية والأربعين بحضور أمير قطر، الذي استقبله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعناق حار، وشارك عن الجانب المصري وزير الخارجية سامح شكري.

وعقب توقيع مصالحة قمة العلا مطلع 2021، قررت مصر تعيين عمرو الشربيني سفيراً فوق العادة لدى قطر، في يونيو 2021، وتلاه بنحو شهر قرار من الدوحة بتعيين سالم بن مبارك بن شافي سفيراً فوق العادة مفوضاً لدى القاهرة.

وقال أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق: ” نعم يمكن أن تكون هناك قمة مصرية – قطرية قريبا، وهناك مسعى مصري إلى معالجة وامتصاص كل التناقض في العلاقات بين البلدين، فيما عدا المسائل التي تسبب ضررا مباشرا للأمن القومي لمصري، ومصر لن تتسامح على الإطلاق في دعم الطرف الاثيوبي على سبيل المثال. مصر تسعى بدأب شديد في الاستثمار في الجوانب الإيجابية وتجنب المكون التنافسي، وتعزيز الجانب الاقتصادي، والتباحث حول قضايا عدة مثل العلاقات مع إيران، والملف اليمني والدعم القطري لحماس في غزة والوضع في العراق…وغيرها”.

وقال الدكتورعلي الهيل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر: ” قد يزور أحد الزعيمين الآخر قريبا، الأهم أن البلدين استعادا علاقاتهما السياسية والدبلوماسية وإن كان ذلك تم بالتدريج منذ تفاهمات قمة العلا في الخامس من يناير2021″.

وهكذا انتهت فترة الخلاف وبداء التواصل من جديد حينما التقى في القاهرة رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، ومحمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية بدولة قطر، إذ تباحثا في مجموعة من الاستثمارات القطرية والشراكات التي ستضخها الدوحة في الاقتصاد المصري بإجمالي يصل إلى خمسة مليارات دولار، وبمناسبة حلول شهر رمضان وجه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، التهنئة لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني .

وفي مايو 2021 وجه أمير قطر دعوة إلى السيسي لزيارة الدوحة، وبعدها بحوالي ثلاثة أسابيع نقل وزير الخارجية المصري، سامح شكري، دعوة مصرية للأمير تميم لزيارة القاهرة، وهي الزيارة الأولى لمسؤول مصري رفيع إلى قطر منذ تدهور العلاقات في عام 2013.

وبعد هذا الكم من المباحثات والدور البارز للدبلوماسية يصل الرئيس عبد الفتاح السيسي ، إلى مطار حمد الدولي بالعاصمة القطرية الدوحة، حيث كان في استقباله الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر.

وتأتي زيارة الرئيس السيسي إلى الدوحة تتويجاً للمباحثات المكثفة المتبادلة خلال الفترة الأخيرة بين البلدين الشقيقين، بهدف تعزيز أطر التعاون الثنائي المشترك على جميع الأصعدة.

وسيبحث الرئيس خلال الزيارة مع شقيقه الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر.. أهم محاور العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين الشقيقين، فضلاً عن التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خلال المرحلة الراهنة، والتي تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.