الغرب يقود العالم نحو الهاوية
بقلم – محمد السيد راشد
لو هناك حنكة وحكمة في التآسيس الفكري السليم لمتخذي القرار من قادة الغرب بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ،لتمكنت أن تحشد جميع العالم في صف واحدا بتوفير حقوق الرعاية الاجتماعية والصحية والاقتصادية والديمقراطية بوضع نمط مؤسسي يضمن ويكفل البقاء الكريم للانسانية جمعاء في بيئة آمنة .
لكن حدث تمركز للاستخبارات في صياغة القرار العالمي ، وصناعة العدو من الوهم . وتمحورت كل أفكار ساسة العالم بعد الحرب العالمية الثانية حول التطويق الاستخبارتي لأنظمة دول العالم الموالية والمعادية والمعتدله .
واعتمدت جميع مضبطة القرارات التنفيذية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية علي تقارير الاستخبارات التي لا ضامن لها من الصدق بشكل شامل ولا متكامل.
وأصبح جميع متخذي القرار فريسة للمعلومات الاستخبارات فمن المضحك المبكي أن رئيس أو ملك من الممكن ان يجلس في سدة الحكم ويتخذ قرارات مبنية علي باطل والغريب انه غير مقتنع بها ، ولكنه يظن أن الأمن القومي يحتم ذالك.
وللاسف هكذا يتم اتخاذ قرارات الحروب الأيديولوجية والانثروبولوجية، والحروب المسلحة المباشرة والحروب الثقافية.
ولو اجلست أحد القادة في الغرب وحاورته : لماذا تريد تطبيق مبدأ السيطرة الصامتة لكل ما يمس المعدةوالغرائز ؟ولماذا تريد أن تفعل مبدأ العبودية الاقتصادية والاجتماعية علي البشر ؟ ولماذا تريد تقليل عدد نسماتسكان الأرض؟ .تجد ردود رواسخها البقاء لنا أو لهم . وذلك من منطلق العدو الوهمي الذي يصنعونه من خيالاتهم ثم يكيدون له ويشنون الحروب المسلحة المباشرة والثقافية والفيروسية عليهم حتي يكونون أعداء بالفعل لأنهم من البديهي انهم سيدافعون عن أنفسهم .
وهنا بدأت متاهة لا تنتهي من تدابير زوال الآخر. ماذا لو كانوا ملتزمون بحقوق الإنسان في الحياة . لو ارادو هذا لوفقهم الله ،ولكن وساوس الحروب الدفينة في وجدانهم تجعلهم في سباق انتحارى لتنفيذ ابادات متدرجه للاخر عبر طرق شتى : منها حروب مباشرة أو حروب فيروسية ، ومنها نشر ثقافات النار الوردية والثورة الجنسية ،وهدم اعمدة تكوين الأسرة المعلم والعالم والمتحدث باسم الكتب السماوية .
ماذا بعد كل هذه النزاعات الواهمة . لا شيء غير ضياع قنوات تلاقي البشر . ولا سلام لا امان لا عدل عالمي لا اقتصاد لا سياسة لا مجتمع دولي. الآن البشرية تعيش في عشوائية مؤسسة تحت وطأة السيطرة الصامتة عليهم بالعبودية المقنع’ .
نتائج كل ما سبق. متوقع أن يكون ما تبقي من هذا القرن والقرن القادم شاهدان علي فوران شعبي عالمي رهيب. كلما اخمد واجهد وتم مواجهته بغطرسة تأجل ،وكل مرة يتأجل فيها يزداد دموية متوقعة.
فكيف تطفئون نار بنار بالنفخ في تكوينهاستظل تنمو وتنمو وتنمو حتي تآخذ من يظن نفسه أمن مؤتمن.
فلماذا تصرون علي جعل بؤرة تجمع العالم مخوخة .فوجود الصهاينة في الشرق تحت مسمي اسرائيل لا يجعل أوربا وأمريكا في مأمن من التصدع.
وانصباب الفكر الغربي الأمريكي علي الثروات فقط ، واستمرار سياسات النزوح الممنهج لثروات الشرق ستقود لوقوع السقف العالمي علي رآس مؤسس هذه البؤرة الوهنة .
وتأسيس الغرب للكيان الاسرائيليي على أرض فلسطين المغتصبة وطرد شعبها وانحيازهم الأعمى لها مما يسبب التوتر الدائم في منطقة الشرق الاوسط أكبر دليل على سياسة الغرب الخاطئة.
مقتطفات من كتاب ( جوهر الباطن ) تحت الطبع للكاتب