تقارير وتحقيقات

الفراعنة وسر البيض الملون.

كل عام واخواتنا اقباط مصر بخير وسعادة
الفراعنة وسر البيض الملون
تقرير / محمود حسن
يحل اليوم احتفال (عيد الربيع. شم النسيم) أو العام الجديد في التقويم المصرى القديم.
واعتاد المصريون، الاحتفال بعيد شم النسيم، بالخروج للمتنزهات والحدائق العامة أو زيارة الأصدقاء والأهل في تجمعات أسرية، وتلوين البيض وتناول الخضروات والأسماك المملحة، في محاكاة للاحتفالات الفرعونية بمصر القديمة.
كان الاحتفال بشم النسيم في مصر القديمة له أصول وطقوس انتقلت عبر العصور منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا، مثل تلوين البيض وتناوله، ولكن لماذا البيض بالذات على الرغم من وجود الأسماك المملحة أيضا؟
قال أحمد عامر، باحث أثري بوزارة السياحة والآثار المصرية. إن طقوس الفراعنة في شم النسيم لها أسرار؛ حيث كانوا يقدسون تناول البيض خلال الاحتفال بعيد الربيع، وتلوينه وزخرفته، والسبب في ذلك يرجع لاعتقادهم بأن (البيضة تمثل خلق الحياة من الجماد) فالبيضة الأزلية التي جاء منها الإله الأول الخالق بكلمة “سا” بمعني “ابن”، وترسم برمز البيضة في العصور المتأخرة، وترمز للبعث والحياة الجديدة، ويرمز البيض أيضًا إلى خلق الحياة، كما ورد في متون كتاب الموتى وأناشيد إخناتون الفرعوني، وبالتالي، بدأ الاحتفال بأكل البيض كأحد الشعائر المقدسة التي ترمز لعيد الخلق، أو عيد شم النسيم الفرعوني.
وأضاف عامر. أن تناول البيض لدى الفراعنة يعود إلى عصور وعقائد قديمة، حيث كانوا ينقشون الدعوات والأمنيات في العام الجديد على البيض، ثم يجمعونه ويضعونه في سلال من سعف النخيل، ويعلقونه في شرفات المنازل وفي أغصان الأشجار في الحدائق حتى يسطع عليها إله الشمس “رع” بأشعته، فتنال بركته حسب معتقداتهم، فتتحقق دعواتهم، ثم يتناولوه في بداية يوم العيد.
وأشار عامر إلى أن فكرة تلوين وزخرفة البيض ترجع إلى أن بعض برديات “منف”، صورت “بتاح” إله الخلق عند الفراعنة، وهو يجلس على الأرض على شكل البيضة التي شكلها من الجماد، وقد تطورت هذه النقوش فيما بعد لتصبح لونًا من الزخرفة الجميلة والتلوين البديع للبيض.
ولفت الى أن المصريين يتناولون طعاما ارتبط بشم النسيم منذ القدم، وهو السمك المملح والبصل والخس والحمص الأخضر والملانة.
ويشرح عامر طقوس الملكية للاحتفال بعيد الربيع عند الفراعنة قائلا: “كان الفرعون وكبار الكهنة وباقي كبار رجال الدولة يبدأون احتفالهم اعتبارًا من ليل يوم العيد مجتمعين أمام واجهة الهرم الشمالية قبل غروب الشمس، ليشهدوا غروب الشمس، فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب، مقتربا تدريجيا من قمة الهرم حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم”.
وتم إطلاق كلمة “شم” نسبة لأحد فصول التقويم الفرعوني “شمو”، وربما جاءت كلمة “جم” بمعنى طيب أو عطر؛ كرمز لتفتح الأزهار في فصل “الشمو”، فصل الحصاد، وهذا يعني أنه يمكن ترجمة شم النسيم بالنسيم الطيب أو الربيع العطر، على الأرجح، ويرجع الاحتفال بعيد شم النسيم إلى 2700 عام قبل الميلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.