القدس تختنق: الاحتلال الإسرائيلي يحاصر المدينة بـ 85 حاجزًا

كتب / وليد على
حذّرت محافظة القدس من تصعيد ميداني إسرائيلي خطير يستهدف إحكام الحصار على المدينة المحتلة، وعزلها عن محيطها الفلسطيني، في إطار سياسة ممنهجة تهدف إلى فرض السيطرة الكاملة على المدينة، وطمس هويتها الوطنية والدينية، عبر أدوات عسكرية وإدارية متسارعة.
بوابات حديدية وحواجز خانقة
وفي بيان رسمي صدر اليوم الأربعاء، كشفت محافظة القدس عن تركيب الاحتلال بوابة جديدة عند مدخل بلدة عناتا شمال شرق المدينة، وذلك بعد أيام قليلة من تركيب بوابات مشابهة في مداخل بلدة جبع وبلدة حزما، ضمن خطة إسرائيلية ممنهجة لتقطيع أوصال القدس، وفرض قيود صارمة على حركة الفلسطينيين داخلها.
وأكدت المحافظة أن هذه الإجراءات تندرج في سياق تصعيد مدروس، يستغل العدوان على غزة والتوتر الإقليمي مع إيران، لتمرير مخططات الضم والتوسع الاستيطاني، وتوسيع حدود بلدية الاحتلال في القدس، بما يخدم المشروع الاستعماري الإسرائيلي.
اختناق يومي وتنكيل مستمر
ترافق هذه الخطوات مع تشديدات أمنية خانقة على الحواجز العسكرية، أبرزها حواجز قلنديا، شعفاط، جبع، والكونتينر، حيث تجاوزت فترات الانتظار للمواطنين الفلسطينيين ست ساعات يوميًا، وسط ظروف مهينة وإجراءات تفتيش وتنكيل متكررة.
وأشارت المحافظة إلى واقعة اضطر فيها نائب المحافظ إلى السير على الأقدام للوصول إلى مكتبه في بلدة الرام، بسبب الإغلاق الكامل عند حاجز جبع، وهو مشهد يلخص معاناة آلاف الفلسطينيين الذين يجدون أنفسهم أسرى في مدينتهم.
حواجز متحركة وتنكيل بالأحياء
تتزامن هذه الإجراءات مع نصب حواجز متحركة “طيّارة” في عدد من الأحياء والبلدات المقدسية، مثل: سلوان، جبل المكبر، العيسوية، العيزرية، وحزما، إلى جانب حملات اعتقال تعسفية وفرض غرامات مالية باهظة، في سياق الضغط اليومي الذي يعاني منه سكان القدس.
مدينة محاصرة بـ85 حاجزًا
أصبح عدد الحواجز المحيطة بمدينة القدس 85 حاجزًا، تشمل بوابات حديدية ثابتة ومتنقلة، إلى جانب الإغلاقات الترابية، وجدار الفصل العنصري، ما يجعل المدينة فعليًا سجنًا كبيرًا تُمارس فيه سياسات فصل عنصري على مرأى من العالم.
تهويد صامت.. والعالم منشغل
أكد البيان أن هذه الإجراءات تمثل جزءًا من مشروع ضم غير معلن، يستهدف السيطرة الكاملة على القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، في ظل انشغال المجتمع الدولي بالأزمات الإقليمية والعالمية الأخرى.
ودعت محافظة القدس وسائل الإعلام المحلية والدولية، ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، إلى تكثيف التغطية الإعلامية لما يحدث في المدينة، في مواجهة سياسات تكميم الأفواه وحجب التغطية الإعلامية التي ينتهجها الاحتلال، بهدف طمس الانتهاكات وتضييق الحريات.
صمت دولي يمنح الاحتلال الضوء الأخضر
اختُتم التقرير بالتأكيد على أن السكوت الدولي يمنح الاحتلال ضوءًا أخضر للمضي قدمًا في مشاريعه التهويدية والاستيطانية، مشددة على أن التضامن الشعبي والإعلامي مع القدس أصبح اليوم ضرورة ملحّة لمواجهة خطر التهجير والضم والعزل.