الصراط المستقيم

 القرآن هُديً وبَصَائر 

 

بقلم / سامي الجمل

هناك تسلسلٌ فيما يلي ينسابُ من لدُن حكيم خبير ، يقطعُ بيقين ٍلا يقبلُ شكاً ، أن قِرَاءةَ القرآن الكريم تُرمِمَ كُل شيء ، وتُصلح كُل فاسِد ، وتُنجِح كُل رَاسِب ، المُداومةَ علي قراءتهِ دائماً تجعلَكَ في المَعِيَّةَ ، ولا يُمكِنْ أن تَبُور ، تِجارتُك بمفهومها الواسع وحياتك حتي مَمَاتك لن تَبُور ، لن يجرُؤَ أحداً علي أن يُنازِعكْ ، ومن نَازَعَكَ حصادهُ سَيكُون هَشِيمْ ، وسَتَجِدْ دائماً أن هناك حَائِلاً بينكَ وبين الشُرور ، إن وَقَعْت و هُشِّمَتْ رأسَك لَنْ تَجِدْ فقط مُتَّكَأً بل سَتُشفيَ وكأن شيئاً لَمْ يَكُونْ :-

* قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ( ١٠٤ ) وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ( ١٠٥ ) سورة الأنعام .

* إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ( ٩ ) سورة الإسراء .

* لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ ( ١٠ ) سورة الأنبياء .

* قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ( ١٨ ) سورة الفرقان .

* إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ ( ٢٩ ) سورة فاطر .

* هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مَّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ ( ١١ ) سورة الجاثية .

* هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ ( ٢٠ ) سورة الجاثية .

* أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ .       (  جزء من الآية ٣٠  ) سورة الأنعام .

* وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ( ٣٠ ) سورة الفرقان .

ومن أجل ذلك فلا يَسَعَنِي إلا أن أقُول عن موقف لَاَحَ في الأفق ذات يوماً ، لعلهُ يَجعَلَنَا من الذين يَتَذكرُون ، مُؤداه ، أنه ليس من عادتِي أن أذهب للمكتبات الخارجية ولكن في عطلة أحد الأعياد وجدت نفسي أذهب إلي أحدها وأضع يدي علي كتابٍ دُوناً عن آلاف الكتب وهو كتاب للكاتبة فلورنس ليتور يدعي ” الشخصية وأكثر ” كيف تفهم الآخرين من خلال فهم نفسك ” إعتقدت خطأً عند رؤية غلاف الكتاب أنه يمكن قراءته نظرياً ولكن جانبه العملي ليس من القوة في شيء ، وبدلاً من أن أنصرف عنه لوجود فكرة عندي آنذاك مُؤداها صعوبة تطبيق بعض النظريات علي الواقع العملي ، طالعت الفهرس فوجدته جديراً بالإهتمام فقمت بشرائه فوراً بكل إمتِنان ، ولَمَّا قرأتهُ وَجَدتُهُ يحتوي علي تحليل عِلمِي لأنماط الشخصية ، ومن ثم فإنه بمجرد دخول شخصٍ الغرفة التي أنت بها ويشرع في الحديث يمكنك أن تُبصِر نمط شخصيته ، ومن ثم تُدرك ما هو التصرُف الذي من المُحتمل أن يقوم بِهْ ، ولماذا يَتَصرف علي النحو الذي يَتَصرف عليه ، أكثر من ذلك يتجسد أمامك كل أحبائك وأعدائك وتعرِف أنماطهم ، كيف سيتصرفون ، ولماذا تصرفُوا علي هذا النحو الذي تصرفُوا عليه ، وماذا يُمكنهم أن يفعلوا وما في جُعبتِهم ، ولماذا عجزوا عن إتخاذ قرار كان في إمكانهم إتخاذه ، فضلاً أنك ستعرف نقاط قوتك ونقاط ضعفك وعلي أي نمط من الشخصية تَكُون ، كل هذا وأكثر بعد أن تنتهي من قراءة هذا الكتاب العِلمي الذي أنصح بأن يتم تدريسه في مناهج التعليم .

ولكن يبقي أن نقول إن الذي دَفَعَنِي إلي دخول هذه المكتبة في هذا اليوم وشراء هذا الكتاب دون          غيره ، المُداومة آنذاك علي قراءة القرآن الكريم الذي هو هُديً وبصائر من رب العالمين ، حيث يَجعَلَكَ تُبصِر رغماً عَنك وبِشتي الطرق علي المِنهَاج القَويم ، وهذا مثال بسيط ، غيره أمثلة عديدة في حياة كل واحدٍ مِنَّا لو كُنَّا من الذين يتفكرُون ، حيث تَجِدْ أن قراراتك كانت تَسِيرُ بتراكُم الخِبرات والتَخمِين ، ولكن مع المداومة علي قراءة القرآن تَتَفتح لك السُبُل وكأن كُل شيء تقرآهُ قبل أن يَكُونْ .

 القرآن هُديً وبَصَائر  2
سامي الجمل
محامي ومستشار قانوني

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.