القرآن يصنعك
كتبت: نورا دويدار
ذاك القرآن هو كتاب هداية وشفاء وتغيير وتقويم للأمة وهذا سر معجزته ،، وان قراءته وترتيله وحفظه وسائل مساعدة يتيسر من خلالها الانتفاع بتلك المعجزة .
ومما يدعو للاسف أننا قد ابتعدنا عن جوهره ،، فتعاملنا مع تلك الوسائل علي انها غايات ،، وتسابق المسلمون علي حفظه وقراءته ف أقل وقت دون أن يصاحب ذلك ، اهتمام بالمعاني الايمانية التي تحملها الايات ,
فقد نزل القرآن ليعمل به ،، فاتخذ الناس قراءته عملا
ولا يعلمون ان اعظم وسيلة تقوم باحياء القلب وايقاظ الروح هي القرآن ،، اذ له اثر عظيم علي تليين قسوته ,
والامر اللافت للانتباه ان هناك ارتباطا وثيقا بين رمضان والقرآن
ولن تستطيع ان تصل الي هدفك بدونه،، ورمضان هو موسم القرآن الخاص
وهو الروح الذي نفخه الله ف عرب الجاهلية فأخرج منهم خير أمة اخرجت للناس
ومن فضل الله عليك اذ أتاح لك فرصة الكلام معه ،، شعور عظيم عندما تستشعر ان الله قدر برحمته ان يكلمك أنت !! نعم انت !! فكلمك بالقران ،، فاي وجدان وأي قلب يتدبر هذا ولا يخر ساجدا لله رغبا ورهبا اللهم الا اذا كان حجرا او صخرا
فلنرجع اذن الي القران نحمل رسالته كما امر الله ، نخوض به كل تحديات الحياة واليقين يملأؤنا بأن لا اصلاح الا بالصلاح وأن لا ربانية الا بالجمع بينهما وأن لا امكان لكل ذلك الا ” صلاحا واصلاحا وربانية” إلا بالقرآن
فاقرأ القران وكأنه انزل اليك ،، فأيما مشكلة واجهتك أوشدة لازمتك فاستحضرها ف ذهنك قبل أن تفتح مصحفك ،، واقرأ وردك باحثا ف ثنايا الايات عن الدواء والشفاء ساعيا خلف العافية
فحين تقرأ القرآن وانت حزين تلتف الايات حول قلبك كضماد تمتص الالم وتشعر وكأنها الدواء ،، تخبرك لا بأس ” ربك معك فلا تحزن
وعندها القرآن يصنعك !!!
وانك ان أمعنت النظر ,,, ستجد للانسان ف كل زمان قصة مع القران وقصة مع الشيطان ,, فما كان من اقبال وخير وطهارة فتلك قصتك القران وما كان من خذلان وانتكاس وحزن دائب فتلك قصتك مع الشيطان
فاين تجد الهداية ان لم تجدها ف ايات القران ،، وانت تعلم ان لكل نفس ف نفسها علامات ومبشرات ف الطريق الي الله ,, فوراء كل كلمة منه حكمة بالغة وسر من اسرار السماوات والارض وحقيقة من حقائق الحياةوالمصير ومفتاح من مفاتيح نفسك السائرة كرها نحو نهايتها
الست تريد ان تكون من اهل الله الذين هم اهل القران ،، فاجعل القران صاحبك ورفيقك وهو” سيصنعك.