القضاء على الإرهاب ليس مستحيلا
بقلم/ محمد بهى
الإرهاب لا دين له ولا وطن ولا لغة محددة و لا أفراد معينة ولا زمان ولامكان محدد ولكن يظهر الإرهاب عندما تتاح له البيئة الحاضنة له والتى توفر له الانتشار فى كل مفاصل الدولة من هيئات و مؤسسات بل أنه أصبح فى كل الأبعاد الإجتماعية والسياسية والأقتصادية ،
يظن البعض أن الإرهاب هو الذى يعتمد على التفجيرات والقتل والأعمال الإجرامية فقط نظراً لتأثيره المباشر فى ترويع الناس وإحداث حالة من الهلع ولكن الحقيقة المؤلمة أننا نرى الإرهاب ونتعايش معه فى حياتنا اليومية ولم نواجهه فالأباء يمارسون الأرهاب مع اولادهم بقصد التربية
والمدرسون يرهبون الطلاب من أجل الدروس الخصوصية
ومسئولى الهيئات والمؤسسات يرهبون المرؤسين للحفاظ على مكانتهم
وجشع التجار وسائقى سيارات الأجرة وغيرهم بهدف تحقيق أكبر المكاسب
و الكثير من الإعلاميين يبثون الرعب من خلال التأويل أو التهويل او التغييب وعدم الاكتراث بتأثير الكلمة الإعلامية
وفتاوى بعض رجال الدين تؤدى الى أعمال إرهابية
بعض القرارات التى تقرها الحكومات دون مراعاة البعد الإجتماعى للشعب وتطبيقها بشىء من الحدة والإجبار هو نوع من انواع الإرهاب
وإذا كنا نستطيع مواجهة الإرهاب المسلح بالقوة الغاشمة والعمليات الشاملة التى قد تصل الى حد إعلان الحرب والتى تكبد الدولة الكثير من الأموال والأرواح ولكن إذا اردنا القضاء على الارهاب نهائياً
فيجب على الدولة نشر الوعى فى التربية والتعليم و تشريع القوانين العادلة التى تحفظ كرامة المواطنين وتضمن الإلتزام بتطبيق مبدأ الثواب والعقاب على الجميع وتوفير مناخ حرية التعبير عن الرأى وتحديد المسئوليات وتفعيل النظام اللامركزى فى إدارة البلاد والقضاء على مثلث الرعب الأزلى المتمثل فى الجهل والفقر والمرض ،
قد يبدو الامر صعب بعض الشىء ولكنه ليس مستحيلا