أراء وقراءات

الكاتب الصحفي الكبير صالح إبراهيم يكتب : على أعتاب الحصاد.. جيل جديد من الأمل والعطاء

**تعيش الأسرة المصرية في هذه الأيام تحت مظلة موسم امتحانات آخر العام ..

تتوالى  جداول موعيد اللجان مع مراحل التعليم المختلفة..ليصل الجميع إلى أقصى درجات الاهتمام مع ترقب تخرج الألوف من الطلبة والطالبات في معاهد وكليات التعليم العالي والجامعات…يحملون مع الشهادات المرتقبة آملاً وأحلاماً تلتقي عند البحث عن مكان ضمن مؤسسات ووزارات وهيئات الوطن وشركاته ومرافقه… يستطيع الخريج الشاب من خلاله أن يرد الجميل للوطن الغالي ثم لأسرته التي تحملت العناء الكثير للإنفاق على تأهيله على مدى سنوات طوال وله هو نفسه والحلم الذي بداخله وصولاً إلى تواصل الأجيال ضمن منظومة بناء الإنسان.

باسل.. نموذج من شباب الأمل

**هذا العام بين عشرات الألوف -وربما المئات من الآلاف- الذين يؤدون الاختبارات النهائية العملية والتحريرية -ومنها مشاريع التخرج- التي أشهد بأنها تنوعت وتقدمت إلى أفاق عالية تغطي الإحتياجات والتطورات والابتكارات، أجدني مشغولا بهذا الحدث -شخصيا- لأن ضمن أبطاله حفيدي الأكبر باسل مهندس نظم المعلومات والذكاء الاصطناعي المرتقب وهو بحمد الله من الطلاب المتفوقين..

منظومة تشغيل حديثة.. وحصاد وطني مرتقب

**وبالتالي يمتد هذا الاهتمام إلى المنظومة الحاكمة لتشغيل الشباب والخريجين الجدد بعد أن أصبحت القوة العاملة بوزارة العمل مجرد طرف وشريك في نظام التوظيف والتشغيل بسبب تصاعد الخط البياني وتزايد حاجة الوطن إلى المزيد من الشباب المؤهل للقطاعات الإنتاج والخدمات..وإضافة احتياجات المشروعات الكبرى والنهضة الشاملة والمتكاملة التي تشهدها الجمهورية الجديدة ناهيك عن تلبية احتياجات الجامعات ومعاهد التأهيل إلى أجيال من المبتكرين والعلماء اللازمة تنتظرهم أعباء ومهام التوسع الملحوظ في التعليم العالي.. وتلك الجامعات الفنية والمتخصصة والدولية وغيرها التي تكاملت مع جميع أقاليم البلاد بيوت خبرة تنهض بالتنمية ومستوى حياة الإنسان..

**وكذلك يتوهج قطاع ريادة الأعمال الذي يستقبل الشباب الطموح الساعي إلى بدء مشروعه الخاص ثم التوسع في النشاط يلبي متطلبات الاقتصاد الواعد والاستثمار الجاد ..

**من هنا أرجو أن تفكر الدولة في آلية موحدة وفاعلة لتشكيل لا يقتصر فقط في جهاز التنظيم والإدارة أو قوة العاملة سواء تلقي طلبات القطاع الخاص أو ملتقيات التشغيل ..لأن آمال الوطن تلتقي مع طموح الشباب الواعد حامل الفرحة وشهادات النجاح والتقدير…

نقطة ضوء وأمل كبير

نحن اليوم نقف بحق على أعتاب الحصاد. جيل جديد يحمل بين يديه أدوات المستقبل: المعرفة، الطموح، والعزيمة. وعلينا أن نمنحه الفرصة العادلة والمناخ الداعم ليشارك بفاعلية في بناء وطنه، ويصنع فرحته الخاصة، ويفخر به ذووه، وتفخر به مصر.

نقلا عن جريدة الجمهورية 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى