من خلال بحثى الشخصى الحالى عن ماهية المشروع الحضارى المنتظر والمأمول ….. وعن تصور بعض المهتمين فى ضوء خريطة الصراع والتصارع العالمى ……. زاد اقتناعى اننا فى حاجة ضرورية للعودة الى
“بناء الانسان المصرى”
ولعلى أكتب هذه الخواطر لما رصدته من معان اخترقت وعى المصريين لترتد بنا الى إصدارات قديمة من تحضر هذا الانسان الذى بدأ مع دين الفطرة حتى ارتقى الى رسالة محمد صلى الله…. مع بشرية وانسانية ممتدة فى هذا الكون البديع الذى أسلم وجهه لخالقه .. لله طوعا وكرها
( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها )
عجبا لهذه الاختراقات ان تتسلل بترسخ معلن غير مبطن …. تعطب فطرة الانسان التى جبلت على ستر العورات الجسدية منافحة عنها فى افتخار مضطرب …. بينما هو غافل عن عوراته القيميه ومعياراته المخله فى تعارفه المبين …. “ان اكرمكم عند الله أتقاكم”
وهاهى “الكراهية والعداوة” ….. مصطلحات اليوم على خلافات الرأى !!!!! …… تستنطقها صياغات غير مألوفة فى عالم الفهم …. ومفردات شائعة فى شريعة الغاب
كيف تسرب الى انسان اليوم بحضارات قيمية غالية ونفيسة ان انتقاد “منتج” ما …. ايا كان هذا المنتج …. عينى او عضوى او مادى أو بشرى او حقيقى أو افتراضى …… هو “كراهية” لصانعه او مخلقه أو موزعه !!!!! …. بل امتد الى افتراض كراهية ابويه او دينه او شيعته او قبيلته!!!! …. هذا السلوك الهرمى التسلطى على الفكر الانسانى كان مقبولا فى عهد “جاليليو” او محاكم التفتيش بعد سقوط الأندلس ….. ولكنه اضحى السكينة التى تقسم بها الشعوب والمفرزة التى تفرز السواسية على خلافات الرأى ….. تتلخص فى ايقونة التسلط .
” انت تخالفنى …. اذا انت تكرهنى
انت تنتقدنى ….. اذا انت ضدى … أنت تجهلنى …. أنت تحاربنى ….. أنت تقتلنى ”
ثم يتبعها مفهوم غريب “للعداوة” …. التى لخصتها رسالة الاسلام فى محمد صلى الله عليه وسلم…. فى “البغى او العدوان” ….. مرخصة للانسان فى مقاتلة الباغى او المعتدى …. ومحرمة عليه البغى أو الاعتداء بغير حق ….. لقد اصابتنى الدهشة او الخرسة أو الشلل الذهنى المؤقت وقد رصدت لفظ “العداوة ” … لاخوة فى الانسانية …. لاخوة فى حدود الوطن….. لاخوة العقد الاجتماعى …. لاخوة شراكة وعهد وميثاق !!!!! عند خلاف فى الرأى ؟!!!! الم تكفى المفاصلة ؟!!! الم تكفى المقاطعة؟!!! الم تكفى المجافاة ؟!!!!
لا لا …. لم تكفى انسان الجاهلية الاولى ذلك …. فأعلنها حرب ضروس على قبيلة انتهكت شرب الابل ….. وهجاء بهجاء …. وسباب بسباب …. وتخوين بتخوين ….. وقذف بقذف ….. !!!!!
أيتها الانسانية ….. والشيم الربانية … والقيم المحمدية …. والأخلاق النبوية ….. والأصول الدعوية….. التائهة
لا مكان لك بيننا…. ارجعى الى قبورك المحفورة فى قلوب القساة ….. ارجعى مخفية فى حروب الطغاة ….. ارجعى متلاشية فى اذهان الدعاة
لا مكان لك بيننا اوعندنا او حتى خلفنا
مواطنة بالأمس …. استبدلناها بعداوة اليوم
على خلفية …. راى او فكر او مفاصلة
ياللعار