أراء وقراءات

المشكلة…(1) السقوط في خندق 

بقلم / مدحت مرسي 

حين تقع لك مشاكل ومصاعب ومصائب

فالحكيم سيتعلم منها ويخرج منها أكثر علما وخبرة ودراية.

وعلينا ان ننظر لأي مشكلة من منظور التربية الإيجابية… 

مع العلم أن التربية الإيجابية ليست حلاً سحرياً….فالتربية الإيجابية تحتاج لوقت

حاول أن تنظر من جميع الزوايا وتنزل لأعماق الأمور.

ففي ظلام الليل تُرى النجوم،

وفي أشعة الشمس تتنفس الزهور،

وفي أمواج البحر تتحرك المراكب.

حينما يسمع المرء كلمة «مشكلة» يتبادر لذهنه الصعوبات، والإخفاقات، والفشل، والقلق.

نعم! .. لأن هذه «ظلال» المشكلة

إنّ معظم الناس ينظرون للمشكلة من هذا الوجه، بينما لها أوجه أخرى وزوايا مختلفة

 المشكلة تعني:

«حالة من عدم الرضا أو التوتر تنشأ عن إدراك وجود عوائق تعترض الوصول إلى الهدف»

«هي وجود عقبات أمام المرء حيال موضوع أو شخص معين، ولا يجد حلاً مباشراً»

وهنا يتضح مفهومها:

«بأنه حدوث ما يتعب المرء فكريا أو جسدياً، لعدم وجود ما يريحه من حل علمي أو عملي مباشر»،

ثم يأتي تفسير من وقعت عليه المشكلة! هل يفسره سلبياً أم إيجابياً؟

*«ليميز الله الخبيث من الطيب» وهو هدف رباني عظيم

«منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة» وفيه بيان طبيعة النفوس

وأكَّدت: «قل هو من عند أنفسكم»

الذين عاينوا المشكلة وتلبسوا بها، وعرفوا أنفسهم جيداً، وتوجهوا لربهم

واستلهموا منه الجانب الإيجابي ،قال الله عنهم بعد قولهم: «فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل»

وكافأهم الله تعالى: «فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء»

*أو «مشكلة الإفك»، والتي هزت المجتمع المدني

ا قال عز وجلّ: «لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم»

وعليه

لا يحرص المسلم على الدخول في الطرق الملتوية،

أو يتقصد إكثار المشكلات بحثاً عن جانب إيجابي فيها ….لا

لكنه يفكر في حياته …ويحدد أهدافه …ويرسم علاقاته …ويخطط وينفذ

ويؤدي الحقوق المتنوعة لله والنفس والناس

ويعمل ويجتهد ويتعاون ويستثمر وقته وجوارحه في بناء الحياة الجميلة

فإذا وقعت العقبات بعد استنفاذ الجهد فهي تقربه من الله أكثر

وإذا وقعت بتقصير منه فهي تعرفه على نفسه أعظم

فإن حصل ما لا يتوقعه ولا يريده اختياراً فذلك محض خير لا يراه ببصره وإنما ببصيرته

فيتعامل معه بالتقوى …ببذل الطاعة والصبر…عدم التسخط والاستعجال.

يتبع 

المشكلة...(1) السقوط في خندق  2
مدحت مرسي
تربوي وخبير استراتيجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.