المصريون رجال يصنعون الحياة

بقلم /حسن السعدني
المصريون رجال يصنعون الحياة
في أوقات الشدة … يُختبَر المعدن الأصيل للإنسان . ينهض الإنسان الحقّ، لا بالصراخ ولا بالسلاح، بل بروحٍ تتوضأ بالصدق، وعقلٍ يتقن قبل أن يتكلم، وقلبٍ نابض بالإخلاص، يسير بثبات كالجبل، لا تهزّه العواصف، ولا تميته خيبات الناس.
كن رجلًا في موقعك…يكن لك الوطن حبًا، ويكن لك الزمان ذِكرًا، وتكن عند الله في أعلى المقامات.
فـ”الرجل” هنا ليس توصيفًا بيولوجيًا، بل هو مقامٌ أخلاقي. كل من أدّى دوره بإخلاص وضمير، فهو رجلٌ بحجم وطن.
الرجال لا يُقاسون بألقابهم، بل بما تركوه من أثر حين أدّوا واجبهم ثم مضوا بصمتٍ كريم.
– الموظف الذي رفض رشوة… رجل.
– الطالب الذي ذاكر في ظلمة انقطاع الكهرباء…
رجل.
-المواطن الذي ألقى القمامة في مكانها احترامًا
للشارع… رجل.
– الضابط نور… رجل.
– المعلمة التي رفضت الغش… رجل.
– السائق الذي ضحّى لينقذ المدينة… رجل.
– المصري الشريف… رجل.
في زمن الأزمات، لا يبقى إلا الرجال.
فمن رجال هذا الزمان بعدما سقطت الأقنعة، وظهرت المعادن؟
لقد كشفتنا الأزمات جميعًا:
من يعمل لله… ومن يعمل لنفسه.
من يصنع الفرص… ومن ينهبها.
من دفن خوفه وأكمل الطريق… ومن هرب من الواجب.
الرجولة مواقف، تُمارَس لا تُقال:
– رجل الأمن الذي لا ينام :
” حين غابت الطمأنينة وارتعدت القلوب، كان واقفًا، لا لأجر، بل لأمانة. يسهر ليحرس الوطن، ويرسم الأمان في عيون الناس ”
– الطبيب والممرض، فرسان الرداء الأبيض:
“حين اجتاحنا الوباء، واحتلّ الخوف البيوت، خرجوا بلا دروع، إلا قلوبهم. واجهوا الموت ليمنحونا الحياة”
– المعلم، حامل مشعل النور:
” ففي عزّ التحديات، حين تعطّل التعليم، ثبت.
علّم عن بُعد، وربّى عن قرب. بقي ضمير أمة لا
ينام ”
– المرأة الصادقة:
” الأم التي تسهر، والمعلمة التي تبني، والممرضة التي تواسي… كلهن رجالٌ بمواقفهن، عظيماتٌ بإخلاصهن ” فالرجولة موقف، لا نوع.
– الكاتب الشريف، رجل القلم والفكر:
” حين يُشترى الضمير، وهو راسخ لا يُباع. يكتب في زمن الضجيج، يحرس العقول، ويبني وعي الأجيال”
العامل البسيط، الجندي المجهول:
” من يكنس الطريق، من يفتح المخبز قبل الفجر، من يصلح الكهرباء في الخطر… رجال بحق. لا تُذكر أسماؤهم، لكنهم أعمدة الوطن.
كن رجلًا في مكانك، أيًا كان موقعك، كبيرًا أو صغيرًا.
إذا عملت بضمير، وأخلصت لله ثم للناس… فأنت رجل.
تكتب اسمك على جدار الزمن، لا بالحبر… بل بالأثر.