الموساد يخترق الأمن الداخلي لإيطاليا: فضيحة تجسس تهز الثقة في الحكومة الإيطالية
كتب – محمد السيد راشد
أثارت فضيحة تجسس واسعة النطاق في إيطاليا زلزالًا سياسيًا وأمنيًا، حيث تُتهم شبكة من العاملين الحاليين والسابقين في أجهزة الأمن بتسريب بيانات شخصية تخص شخصيات بارزة، بما في ذلك رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، لأغراض ابتزازية. ووردت تقارير تشير إلى تورط شركة تحقيقات خاصة مقرها ميلانو في عمليات الاختراق هذه، والتي أدت إلى اعتقال أربعة أشخاص والتحقيق مع آخرين. وكشفت مصادر عبرية عن احتمال تورط جهاز الموساد الإسرائيلي في علاقات مشبوهة مع هذه الشركة بهدف الحصول على معلومات حساسة.
أشارت صحيفة “كورييري ديلا سيرا” إلى أن المحققين الإيطاليين اعترضوا اتصالات بين الشركة الإسرائيلية وزيارة اثنين من الإسرائيليين المشتبه بهما بالتجسس إلى إيطاليا. وتضمنت هذه الاتصالات تفاصيل حول تجارة الغاز مع إيران، مما يثير تساؤلات عن تورط شركة الغاز الحكومية الإيطالية “إيني”. كما اتهمت الشركة بأنها استخدمت خبراء في الأمن السيبراني لاختراق خوادم وزارة الداخلية الإيطالية، مما أتاح لهم الوصول إلى بيانات حساسة عن مسؤولين حكوميين بارزين وشخصيات عامة.
وبحسب وثائق الشرطة الإيطالية، أفادت بأن العملاء الإسرائيليين أبدوا اهتمامًا بملفات مرتبطة بمجموعة فاغنر الروسية وأنشطتها المالية في أوروبا، وأظهرت البيانات تواصلاً غير قانوني مع كيانات أجنبية. وأثارت هذه الأحداث ردود فعل قوية من قبل المسؤولين الإيطاليين، حيث اعتبرتها رئيسة الوزراء ميلوني “تهديدًا للديمقراطية”، ودعا وزير الدفاع الإيطالي إلى فتح تحقيق برلماني عاجل.
واعتبر الإعلام الإيطالي الفضيحة بمثابة “مؤامرة على أعلى المستويات”، إذ تم الكشف عن تواطؤ محتمل بين أعضاء في الاستخبارات وأطراف أجنبية، بما في ذلك الموساد الإسرائيلي. وقدرت الشرطة أن الشبكة كانت تتقاضى مبالغ طائلة نظير اختراق أجهزة شخصية أو توفير معلومات حساسة، حيث بلغ بعضها عشرات الآلاف من اليوروهات.
وكشفت الوثائق عن دور الفاتيكان في بعض الجوانب، ما يجعل القضية تتداخل فيها المصالح الاقتصادية والسياسية المعقدة، وتؤكد أن نطاق هذه الفضيحة يمتد لأبعاد دولية تتجاوز حدود إيطاليا.