الناس ووسائل التواصل الاجتماعي
بقلم / هاله أبو القاسم عبد الحميد
في الفترة الاخيرة وجد أن الناس تستخدم شتى وسائل التواصل بطرق مختلفة وتسعى إلى الشهرة بطرق ووسائل مختلفة منها عرض حياتهم الشخصية وتفاصيلها ، ومنهم من تعرض نفسها ، ومنهم من يعرض مشاكله ، وغيرهم كثير والهدف الشهرة وجمع المال .
تشير الاحصائيات إلى أن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي على مستوى العالم 3.8 مليار من سكاني العالم أي بما يمثل 50% من سكان العالم ويحتل التيك توك المركز السابع بعدد مستخدمين 800 مليون مستخدم نشط عالمياً .
فأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي بين الناس شيء أساسي وقد يكون عملهم الاساسي ، ومصدر رزقهم ، ولكن هل الارزاق يتم الحصول عليها من خلال عرض تفاصيل حياتنا ، أو مشاهدة مناظر غير لائقة أو محادثات غير لائقة . هل جمع المال والشهرة تُنسينا أن حياة أسرنا وحياتنا حاجات خاصة لايجب عرضها على الناس ؟ .هل الحياة الاقتصادية والاجتماعية تجعل الناس تسير في مثل هذه الطرق ؟ .
وايضا وسائل التواصل الاجتماعي جعلت الاسر تبعد عن بعضها ، فنجد افراد الاسرة كل واحد يتواصل من خلال الانترنت مع ناس غير اسرته يحكي تفاصيل حياته ويعرف تفاصيل ناس غير أهله ولا يعرف عن اسرته واهل بيته أي شيئ . إن وسائل التواصل الاجتماعي كانت سبب في هدم وخراب بيوت ناس كثيرة . إن نسبة الطلاق بسبب الفيس بوك وصلت 20% في امريكا بسبب الفيس بوك . و50% من نسبة الطلاق في مصر للاستخدام السيء للسوشيال ميديا .
لماذا وصلنا لهذا الوضع والخراب ؟ بسبب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي دُمرت بيوت ، وتم حبس شباب وشابات بسبب حلم الشهرة والمال دون متابعة ورقيب ووعي من الاهل ، تم قتل أزواج وزوجات ، تم عمل علاقات بأشكال مختلفة .
ولكي نتدارك الوضع ينبعي ان نزيد من برامج التوعية الاسرية وكيفية تكوين أسر وعلاقات زوجية ناجحة ، وتوعية الاهل كيفية التعامل مع الابناء ، التوعية بكيفية عمل مشروعات صحيحة دون الخوض في حياتنا الخاصة والتأثير عليها بشكل سلبي . والاهتمام بتوعية كيفية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مفيد بعيد عن كل ما هو سيء ومبتذل.
علينا أن نهتم بحياتنا الزوجية والعلاقات الاسرية كما وصانا الله سبحانه وتعالى بها وأن نتبع سُنة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، كما أن جميع الاديان اهتمت بالحياة الاسرية والعلاقات السليمة . لابد من الرجوع حتى لا يختفي بريق الذهب .
20/6/ 2021م