باكستان وأوكرانيا شاهد عملى على تغير قواعد إختيار الحكام
بقلم الدكتور /محمد النجار
قد لا يصدق الانسان في القرن العشرين ان أمزجة الشعوب قد تغيرت في كيفية اختيارهم للحكام ، فلم تصبح الشعارات القومية او الايدلوجية شعارات جذابة للشعوب في اختيار رؤساء الدول ، وانما اصبحت شعارات النزاهة والعدالة ومكافحة الفساد هي الأكثر جاذبية لدى الشعوب خاصة فئة الشباب خاصة في الدول المتخلفة التي يطلق عليها ظلما “النامية” والتي يعاني فيها الشعوب الظلم وغياب الحرية والعدالة .
ولنأخذ مثالين في دولتين مختلفتين ايديولوجيا تمت فيهما الانتخابات الاخيرة ولم تفز فيها الاحزاب الايديولوجية أو القومية ولم يفز فيها رؤساء ذات صبغة دينية او قومية .
ففي باكستان وفي شهر يوليو 2018م جرت الانتخابات في دولة باكستان الاسلامية ، وكانت كل التوقعات بفوز حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية الكبير الذي يتمتع بغطاء شعبي كبير ، وجاءت نتائج الانتخابات بفوز النجم الرياضي لاعب الكريكت المشهور ((عمران خان)) وخرجت الجماهير الباكستانية تحتفل في شوارع لاهور وإسلام أباد ويرقصون ويلوحون بالأعلام التي تحمل صورته.
أما في اوكرانيا وهي ثاني اكبر دول اوربا الشرقية ، وحسب(CNN) الامريكية بتاريخ 22ابريل2019م ، كانت المفاجأة في الممثل الكوميدي ((فولوديمير زيلينسكي)) الذي قام في وقت سابق بدور تمثيلي يمثل فيه الرئيس ، ثم رشح نفسه في الانتخابات الرئاسية امام رئيس الدولة الحالي(( بترو بوروشينكو )). وتمت الانتخابات في جو من الديمقراطية وظهرت النتائج المفاجئة ، واختاره الشعب الاوكراني ، واصبح الممثل الكوميدي رئيسا حقيقيا لأوكرانيا ، فيما أقر منافسه الرئيس الحالي بترو بوروشينكو، بخسارة الانتخابات، وتقدم زيلينسكي بحوالي 73% مقابل 25 لبوروشينكو.
وقال ((زيلينسكي)) هذا الممثل الكوميدي الذي اصبح رئيسا ووافدا جديدا إلى عالم السياسة في أوكرانيا، في كلمة لأنصاره:
“لقد فعلناها سويا، شكرا للجميع، الآن لن يكون هناك خطابات مثيرة للشفقة، شكرا لكم”.
وقال الرئيس المهزوم انتخابيا بعد أن اعترف بالهزيمة :
1- إن “الرئيس الجديد سوف يواجه معارضة قوية، وذلك سيكون في مصلحة البلاد”.
2- أعرب الرئيس السابق عن استعداده لدعم قرارات الرئيس الجديد التي تصب في مصلحة أوكرانيا وتجعلها
والسؤال : لماذا نجح لاعب الكريكت((عمران خان)) في باكستان ، وفشل الحزب العريق سياسيا وتاريخيا ؟؟
ولماذا نجح الممثل الكوميدي رغم عدم تمتعه بأي خبرة سياسية، بينما فشل رئيس الدولة الفعلي ؟؟
إن سر نجاح الممثل الكوميدي كان يكمن في دوره في مسلسل اسمه “خادم الشعب” ، وجسد فيه شخصية أستاذ بمدرسة أصبح رئيسا لأوكرانيا بعدما اكتسب شعبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي باحتجاجه ضد الفساد.
وهو نفس مؤشر نجاح لاعب الكريكت الباكستاني الذي وعد شعبه بمكافحة الفساد والمحسوبية والرشوة واستغلال النفوذ وتغليب مصالح الشعب على مصالح فئات فاسدة مفسدة دمرت باكستان تلك الدولة النووية القوية وذلك بغياب العدالة الحقيقية و غياب السلطة التشريعية التي لا تشرع قوانينها لصالح الشعوب سياسيا واقتصاديا ولا تدافع عن قضايا الوطن والمواطنين و لا تراقب السلطة التنفيذية وتحا سبها .
هذه هي المتغيرات الجديدة لدى الشعوب في العصر الحديث ..وليست الثوابت الماضية التي كانت تسيطر على المشهد السياسي وادت الى خراب الدول اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ، فغضبت الشعوب .. ولا يعلم بنتائج غضبها إلا الله .
والله المستعان