احدث الاخبار

بالفيديو: غزاوية استشهدت كل أسرتها وتستبشر وتحمد الله

مين أدي .. احسدوني على النعمة التي انا فيها.. كل عيلتي شهدا .. الحمد لله اخترتني يا ربي 

 

كتب – الدكتور محمد النجار 

هل رأيتم فقداناً للأحبةِ يتبعُه تهنئة ؟ أم أنه الصريخ والعويل عند الموت وانكسار القلوب، وما يتبع الأحزان من إضطراب  في التفكير ، وانهيار في الجهاز العصبي لكثير من الناس جراء الأحزان على فقد الأحبة؟

أما في غزة  وفلسطين فإن الإستبشار يتغلبُ على ألم فراق الأحبة الشهداء ، والصبر الجميل  يتغلبُ على الجزع ، والإيمان بالله يتغلب على  الأحزان التي تتحول الى  تسبيحات تملأ القلوب ودعوات الى الله بلقاء الأحبة في جنات الله وفردوسه الأعلى مع النبيين والصديقيين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ..

وهذا نموذج من النور الإلهي الذي يتدفق في مثل  قلب تلك المرأة الفلسطينية في غزة ، والتي فقدت والديها وإخوانها وأخواتها وأبنائها ،وتقول وهي تتلقى العزاء بألم :

(((مين قدي؟ مين قدي أنا ؟ مين قدي؟ أمي شهيدة وأبوي شهيد ، وإخوتي شهداء ، وأخواتي شهداء ، وأولادي شهداء ، وكل عيلتي شهداء.. مين قدي ياناس))).

ثم تستطرد قائلة :

(((إحسدوني على النعمة اللى أنا فيها..إحسدوني ياعالم على النعمة اللي أنا فيها)))).

 (((الحمد لله يارب.. الحمد لله يارب اللي اخترتني يارب.. الحمد لله))).

ابتهال الى الله يوفقها لاستكمال بقية حياتها وحيدة

ثم تتوجه الى الله :

(((يارب تَقْدِرْ لي أن أُكمل حياتي برضاك يارب يارب يارب ..ياحنان يامنان))).

استشهاد آخر أقارب لها في الدنيا

وتُهِنِأُ أختَها الشهيدة “ريهام” على لقاء ربها شهيدة قائلة :

(((رهام سبقتينا الى الجنة يارهام!!..رهام شاطرة ..شاطرة سبقتنا الى الجنة.. الله يسهل عليكي يارهام..حبيبتي يامَّا ))).

وصية الى أختها الشهيدة

ثم توصي أختها رهام الشهيدة بأخواتها الشهداء قائلة :

(((الله يسهل عليكي يارهام..ديري بالك على أخواتك يارهام)))..

وتبكي بدموع الفراق المؤلمة وتناجي ربها :

((( يااااااااااااااااااااااااا الله …))).

استشهاد كل أهل واقاربها وانطلقت كلماتها تلقائيا قائلة:

(((ولا واحد صغير خلولي ..كل أولادي الصغار ذهبوا.. ولا واحد صغير أحضنه… كلهم أخذوهم !!!!!))).

لسانها يلهج بحمد الله ورضاه

ومع أحزانها التي تقطع نيات قلبها تقول :

(((الحمد لله يارب .. الحمد لله ..الحمد لله )))

 

أخيرا أرى أن تلك المرأة الغزاوية أنها النموذج الحي للمرأة المسلمة حقاً..

فإذا كانت خنساء العرب يُضرب بها المثل بالصبر والإيمان عند فقدانها أبناءها الأربعة حيث (عمرة، وعمرو، ومعاوية ويزيد) في معركة القادسية وكانت مثالاً للأم الصابرة الثابتة قوية الإيمان . ..

فإن هذه المرأة ليست خنساء العرب ، بل خنساء العرب والمسلمين في العصر الحديث ، كما أنها ليست خنساء واحدة ، وإنما هي عدة خنساوات لفقدانها أباها وأمها وإخوتِها وأخَوَاتِها وأبنائها وبناتها ، ولم يبق لها من أهلها أحد ..

حقاً إنها خنساء غزة الصمود والعزة والكرامة والإيمان الحقيقي.

وما أكثر خنساوات غزة الطاهرات الأبرار.. ويرحم الله شهداء غزة وفلسطين.

د.محمد النجار26-12-2023م الثلاثاء13جماد الثاني1445هـ اليوم((81))طوفان الأقصى

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.