بين الاختلاف والتفاهم: الإعلام الرقمي وبناء ثقافة قبول الآخر

بقلم / د. هناء خليفة
في زمن أصبحت فيه المنصات الرقمية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، لم يعد “الآخر” مجرد فكرة نختلف معها، بل أصبح وجهًا نراه، وصوتًا نسمعه، ومنشورًا نعلّق عليه. هنا يظهر دور الإعلام الرقمي، ليس فقط في إيصال المعلومة، بل في تشكيل وعي جديد أكثر انفتاحًا وتقبلًا للتنوع.
🌐 قبول الآخر في زمن الإنترنت
“قبول الآخر” يعني احترام الاختلافات الفكرية والثقافية والدينية دون تحيّز أو إقصاء. وفي فضاء رقمي مفتوح، قد يكون هذا التقبل إما قيمة تُغذّيها المنصات، أو ضحية لخطاب الكراهية والتنمر.
الإعلام الرقمي… قوة التأثير اللحظي
المحتوى الرقمي (فيديو، منشور، تغريدة، بودكاست) ينتشر خلال ثوانٍ ويصل إلى الملايين.
حين يحمل رسالة تسامح واحترام = يبني وعيًا إيجابيًا.
وحين يُكرّر الصور النمطية = يعيد إنتاج الانقسام.
المستخدم ليس مجرد متلقٍ، بل شريك في صناعة المعنى. وهنا تكمن قوة الإعلام الرقمي: التفاعلية، والانتشار، والتأثير العابر للحدود.
💡 أمثلة ملهمة من الإعلام الرقمي
-حملات رقمية نجحت في كسر الصور النمطية عن اللاجئين، ذوي الإعاقة، أو المختلفين دينيًا.
-صانعي محتوى مؤثرين يقدمون محتوى إنسانيًا يشجع على الحوار والانفتاح.
-صفحات تروّج لثقافة “الاستماع” بدل الجدال.
🚧 تحديات الإعلام الرقمي
-الانتشار السريع لخطاب الكراهية.
-الخوارزميات التي تروّج للمحتوى المثير للانقسام.
-قلة الوعي الإعلامي لدى المستخدمين.
✅ مطلوب محتوى رقمي يصنع فرقاً
-محتوى رقمي مدروس يعزز قيم التعددية.
-دعم صناع المحتوى الذين ينشرون التفاهم.
-حملات توعية بمخاطر “التنمر الرقمي” والتطرف الإلكتروني.
✨ *كلمة أخيرة*
الإعلام الرقمي قد يكون نافذتنا لفهم الآخر، أو مرآتنا المشوّهة عنه. الخيار بأيدينا:
نصنع محتوى يبني الجسور… أو نُعيد تدوير الكراهية.
*فلنختر أن نكون جزءًا من الحل، اختر ان تكون جزءًا من الوعي لا أن تستهلكه*