الصراط المستقيم

تأخير صيام الست من شوال إلى ما بعد العيد

بقلم الدكتور /محمد النجار

منذ صغري كنت لا استريح الى بدء بعض الأقارب صيام الست من شوال من اليوم الثاني للعيد ، فتضيع فرحة العيد وبهجته وزياراته خاصة عندما يأتي ضيف ويمتنع عما نقدمه له من ضيافة بحجة صيامه الست من شوال ، فالأصل أن أيام العيد انها ايام فرح وسرور واجتماع ومحبة وصلة رحم ، ويفرح الانسان إذا أصاب زائره بعضا مما يقدمه للضيف من طعام أو شراب خاصة كعك العيد الذي كان يحرص كل بيت على صناعته في البيت أواخر ايام رمضان ، و لا تستريح الانسان عندما يرفض الضيف ما يقدم له بحجة أنه صائم الست من شوال.
وقد فسر ذلك فضيلة الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي بأن الأفضل والأكمل تأخير صيام الست من شوال لما بعد انقضاء أيام العيد الثلاثة الأولى وتركها للفرح والسرور .، وقارن بينها وبين أيام منى الثلاثة التي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن صومها .
وقال : ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في أيام منى:(إنها أيام أكل وشرب)، كما جاء في حديث عبد الله بن حذافة :(فلا تصوموها) ، فإذا كانت أيام منى الثلاثة لقربها من يوم العيد أخذت هذا الحكم، فإن أيام الفطر لا تبعد فهي قريبة من ذلك الحكم”.
وأردف : “لذلك تجد الناس يتضايقون إذا زارهم الإنسان في أيام العيد فعرضوا عليه ضيافتهم، وأحبوا أن يصيب من طعامهم فقال:إني صائم مستدلا بقوله : جاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه لما دعاه الأنصاري لإصابة طعامه ومعه بعض أصحابه، فقام فتنحى عن القوم وقال: إني صائم، أي: نافلة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أخاك قد تكلّف لك فأفطر وصم غيره).
وأضاف : ” حينما يدخل الضيف في أيام العيد، خاصة في اليوم الثاني والثالث، فإن الإنسان يأنس ويرتاح إذا رأى ضيفه يصيب من ضيافته، كونه يبادر مباشرة في اليوم الثاني والثالث بالصيام لا يخلو من نظر .” والقاعدة تقول: (أنه إذا تعارضت الفضيلتان المتساويتان وكانت إحداهما يمكن تداركها في وقت غير الوقت الذي تزاحم فيه الأخرى، أُخرت التي يمكن تداركها) فضلاً عن أن صلة الرحم لاشك أنها من أفضل القربات .
لذلك يستحب اخواني واخواتي تأخير صيام الست من شوال بعد الايام الثلاثة الاولى من شوال ، ولا يختلف الأجر بين ثاني يوم من شوال وبين طوال الثلاثين يوما الباقية .
كل عام وانتم بخير .. ونسال الله ان يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام .
اخوكم د.محمد النجار 05-06-2019 عيد الفطر المبارك1440هـ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى