أراء وقراءات

تأملات رمضانية (10): المسحراتي ورموز المجتمع 1

بقلم: د. أمين رمضان

“هذه مجرد تأملات شخصية، ليس الهدف فرضها على أحد، أو إثبات أنها الحق، لكنها دعوة للآخرين لتحفيز آلة التأمل الشخصي عندهم، بعيون عالمهم هم لا عالم غيرهم”

أهلاً عزيزي القارئ

مع المسحراتي من جديد، وهو يشدوا بثلاث رموز :

أحمد شوقي أمير الشعراء، وسيد درويش الفنان العبقري، ومصطفى كامل الرمز الوطني، وكأنه يرسم لوحة وطنية حية بنبض الوطن.

ونخصص مقال اليوم لأمير الشعراء أحمد شوقي بك (16 أكتوبر 1868 – 14 أكتوبر 1932)، كاتب وشاعر مصري، يعد أعظم شعراء العربية في العصور الحديثة، يلقب بـ «أمير الشعراء».

كان لشوقي الريادة في النهضة الأدبية والفنية والسياسية والاجتماعية والمسرحية التي مرت بها مصر، أما في مجال الشعر فهذا التجديد واضح في معظم قصائده التي قالها، ومن يراجع ذلك في ديوانه الشوقيات لا يفوته تلمس بروز هذه النهضة؛ فهذا الديوان الذي يقع في أربعة أجزاء يشتمل على منظوماته الشعرية في القرن التاسع عشر وفي مقدمته سيرة لحياة الشاعر وهذه القصائد التي احتواها الديوان تشتمل على المديح والرثاء، والأناشيد والحكايات والوطنية والدين والحكمة والتعليم والسياسة والمسرح والوصف والمدح والاجتماع وأغراض عامة.

الشاعر أحمد شوقي

اشتهر شعر أحمد شوقي كشاعرٍ يكتب من الوجدان في كثير من المواضيع؛ فقد نظم في مديح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ونظم في السياسة ما كان سبباً لنفيه إلى الأندلس بإسبانيا وحب مصر، كما نظم في مشاكل عصره مثل مشاكل الطلاب، والجامعات، كما نظم شوقيات للأطفال وقصصا شعرية، ونظم في المديح وفي التاريخ. بمعنى أنه كان ينظم مما يجول في خاطره، تارة الرثاء وتارة الغزل وابتكر الشعر التمثيلي أو المسرحي في الأدب العربي.

وفي الشعر الديني قال العديد من القصائد مثل قصيدة نهج البردة والهمزية النبوية التي عارض فيها (بردة البوصيري وهمزيته) التي يقول فيها:

وُلِد الْهُدى فالْكائِنات ضِياءُ        وفَمُ الزَّمانِ تَبَسُمٌ وثَناءٌ

صورة مبدعة للكون بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

ومن أشعاره عن المعلم القصيدة التي يقول فيها:

“قف للمعلم وفه التبجيلا … كاد المعلم أن يكون رسولا” ،

منبهاً المجتمع إلى أن المعلم هو قاطرة المجتمع للمستقبل، فعندما يتبوأ المعلم مكانته من التبجيل، ويؤدي رسالته في المجتمع، تتخرج أجيال تحيي المجتمعات وتخرجها من ظلام الجهل وأنياب الفقر، إلى آفاق العلم والرخاء والمستقبل.

أما عن الأخلاق ودورها في بقاء أو فناء الأمم قال:

و إنما الأمم الأخلاق ما بقيت * فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

و إذا أصيب القوم في أخلاقهم * فأقم عليهم مأتما و عويلا

تخيل عزيزي القارئ أن القبائل العربية كانت تحتفل عندما يولد فيها شاعر.

تسطيح الوعي العربي القائم على قدم وساق، بحملاته المسعورة، يجفف ينابيع النور، وينشر التخلف في كل ميادين الحياة. 

المقالة القادمة مع رمز آخر بإذن الله.

وللتأملات بقية بإذن الله…

السبت 1 أبريل 2023م – 10 رمضان 1444ه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.