أراء وقراءات

تأملات رمضانية (13): المسحراتي وعبقرية سيناء

بقلم: د. أمين رمضان

“هذه مجرد تأملات شخصية، ليس الهدف فرضها على أحد، أو إثبات أنها الحق، لكنها دعوة للآخرين لتحفيز آلة التأمل الشخصي عندهم، بعيون عالمهم هم لا عالم غيرهم”

عزيزي القارئ اصحبك معي لندخل، مع المسحراتي، عبقرية المكان، وهي تنصهر بعبقرية الإنسان، على أرض سيناء، صانعة السبيكة الوطنية التي تصنع الانتصارات، وما أدراك ما سيناء، التي تقع بين خليج السويس وخليج العقبة، اللذان يشكلان حرف V باللغة الإنجليزية، أو علامة النصر التي تذكر المصريين دائماً بنداء الحرية لسيناء على مر الأزمان، لأنها بوابة الحرية لمصر كلها.

خلينا مع كلمات فؤاد حداد وغناء سيد مكاوي وهو يقول:

اللي بيزرع واللي بيصنع خير يعرف ربنا

واللي يعدل في نصيب اليتيمة يعرف ربنا

واللي بينور طريق المدينة يعرف ربنا

واللي يضرب في قلوب الأعادي يعرف ربنا

ربط الشاعر بعبقرية بين الزراعة والصناعة من البداية، فعندما نزرع ما نأكله، ونصنع دواءنا وسلاحنا، نصبح ببساطة أحرار.

ثم وصف المجتمع الذي يعدل مع اليتيمة التي ليس لها أحد إلا الله، أنه مجتمع عادل لله وليس لبشر، فما بالك بعدله مع باقي أفراد المجتمع؟ كيف ستكون روعته، عندما يغيب العدل يحل الظلم، فهما لا يجتمعان.

وينتهي كلامه بذكر بداية حرب 1973 المعروفة، لما كان الضرب في قلوب الأعادي ، فتحقق النصر

جميل إنه ذكر كلمة “ربنا” .. لإن الله رب الناس، والخير مطلوب للناس، وليس لحزب أو طائفة أو قبيلة أو عشيرة.

والآن عزيزي المشاهد، نعم قلت المشاهد، أرهف حواسك جيداً لترى لوحة فنية بديعه، انصهرت فيها كل عناصر العبقرية الفنية.

التحام مشاعر ديار الوطن بجيش الوطن بشعب الوطن

“دخلت دار بعد دار والكل بيحيي”

إيه جمال المشهد اللي جاي ده، ومعنى الحياة الحقيقي، حياة الشهيد اللي أحيا الوطن بحياته

“أنا اللي حي وشهيد في الجنة وف حيي”

والصرخة اللي هزت سينا وجبالها

“الله أكبر”

أشعلت في قلوب الجنود نور الإيمان

“كأن الشمس من ضيي”

ومشهد نار المعركة مع نار الغضب من المحتل

“على أرض سينا في نار المعركة والصهد”

والله ما قادر أعلق، ازاي خاض نور التراب المعركة مع نور الإيمان في قلب الجنود، وانتصروا لبعض

“أنا والتراب المنور انتصرنا لبعض”

وبالصيام فتحت السما بركاتها، والتحم الجندي المسلم مع الجندي المسيحي للدفاع عن مصر الوطن، وحرروا الأرض

“وكنت صايم ملكت من السما للأرض”

وآخر مشهد لما ارتوى كل مصري من إيدين مصرية،  ماء الكرامة وعزة الحرية

“وكنت عطشان ما حدش ارتوى زيي”

أرجوك عزيزي القارئ، اقرأ المشهد كله، اقرأ شعر فؤاد حداد فقط بدون تأملاتي ، عيشه مع نفسك، ويا سلام لو تعيشه بكل جوارحك ومشاعرك مع سيد مكاوي وهو بيغنيه من الرابط الموجود تحت المقالة.

أسيبك مع المتعة ورسالة المشهد الخالدة، أرض سيناء هي عنوان حرية مصر.

وللتأملات بقية بإذن الله…

الأربعاء 5 أبريل 2023م – 14 رمضان 1444ه

تأملات رمضانية (13): المسحراتي وعبقرية سيناء 2

 

 

 

رابط مشاهدة حلقة المسحراتي عن أرض سيناء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.