تحقيق أميركي بسبب وفيات مرتبطة بلقاحات كورونا

كتب – محمد السيد راشد
في تطور مثير للجدل يعيد ملف لقاحات كورونا إلى الواجهة، أعلنت وزارة الصحة الأميركية أن إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) بدأت تحقيقاً رسمياً في وفيات محتملة مرتبطة بلقاحات كوفيد-19، وذلك ضمن مراجعة شاملة لإجراءات السلامة المعتمدة منذ بدء حملات التطعيم.
خلفية التحقيق
المتحدث باسم وزارة الصحة الأميركية أوضح أن التحقيق يشمل فئات عمرية مختلفة، دون تحديدها بشكل رسمي حتى الآن. ويأتي ذلك بعد تصريحات مفوض إدارة الأغذية والعقاقير “مارتي ماكاري”، الذي أكد أن الإدارة تتحرى بشكل خاص حالات الوفيات بين الشباب.
نتائج أولية مثيرة للقلق
كبير المسؤولين الطبيين والعلميين في الإدارة، فيناي براساد، كشف في مذكرة داخلية أن لقاحات كورونا ربما ساهمت في وفاة ما لا يقل عن عشرة أطفال نتيجة التهاب عضلة القلب. المذكرة أشارت إلى تحليل أولي شمل 96 حالة وفاة بين عامي 2021 و2024، لكنها لم تُنشر في دورية علمية تخضع لمراجعة الأقران، ما يثير جدلاً حول مصداقية النتائج ومدى اعتمادها كدليل علمي قاطع.
موقف الشركات المصنعة
- موديرنا أكدت في بيان رسمي أنه لا توجد مخاوف جديدة أو غير معلنة بشأن سلامة لقاحها “سبايكفاكس”، سواء لدى الأطفال أو النساء الحوامل.
- فايزر وشريكتها “بيونتيك” شددتا على أن لقاحهما القائم على تقنية الحمض النووي الريبي المرسال ما زال آمناً وفعالاً، نافيتين وجود أدلة تثبت ارتباطه المباشر بالوفيات المبلغ عنها.
البعد السياسي والجدل المجتمعي
وزير الصحة الأميركي روبرت كنيدي جونيور اتخذ قراراً مثيراً للجدل بتقييد الحصول على لقاحات كورونا، مقتصراً على من تجاوزوا 65 عاماً أو يعانون أمراضاً مزمنة. هذا التحول في السياسة يعكس موقفه المشكك في جدوى اللقاحات، وهو موقف يتقاطع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أبدى تحفظات مماثلة منذ بداية الجائحة.
تداعيات محتملة
التحقيق الأميركي يفتح الباب أمام نقاش واسع حول مستقبل برامج التطعيم، ويثير تساؤلات حول مدى التوازن بين السلامة الصحية وضرورة مواجهة الأوبئة. كما يعكس الانقسام الحاد بين المؤسسات الصحية العالمية والشركات المصنعة من جهة، وبين الأصوات السياسية المشككة من جهة أخرى.



