الصراط المستقيم

تدبر القرآن….لا تحكم الأهواء

تعدد الزوجات أنموذجا

بقلم/هاني حسبو.

من المعلوم من الدين بالضرورة أن المقصود الأعظم من انزال القرآن هو التدبر لذلك قال الله عز وجل:

“كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب ”

هذا التدبر مقيد بأصول الشرع ومقرراته بمعنى الا يخرج هذا التدبر عن الأحكام الشرعية المعروفه وإلا ينكر حكما شرعيا مقررا.

المستحضر لهذه القاعدة يسلم من كل شر ويستطيع أن يتدبر القرآن كما أمر الله تعالى.

والأهم من ذلك أن يسلم من تحكيم الأهواء والبدع.

قضية بغض أو كره ما أنزل الله من القضايا الواضحة التي بينها القران الكريم ووضحها كما في قوله تعالى:

“وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ . ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } [محمد:8-9].

وقال الله تعالى بعدها بآياتٍ في السورة نفسها: { ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّـهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } [محمد:28].

وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:

“ثلاث من كُن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يُقذف في النار » (البخاري).

هذه القاعدة القرآنية تقرر لنا أن بغض احكام الله تعالى تكون سببا في ردة وكفر المبغض وهنا فائدة لابد من ايرادها الا وهي أن هناك فرقا واضحا بين البغض الفطري للإنسان وبغض أحكام الله تعالى.

ولنضرب مثالاً لهذا :

امرأة تقول: “أنا أحب القرآن كله إلا الآية التي فيها { وَاضْرِبُوهُنَّ } إذا وصلتلها بَعَدِّي عنها”. يعني تتجاوزها إلى ما بعدها ولا تقرأها، فهي تكره الآية التي فيها ضرب المرأة الناشز. لا غرابة في أن تكره امرأة أن يتزوج عليها زوجها أو أن يضربها… هذا شعور عادي متوقع لا إثم فيه. لكن الإثم والمصيبة في أن تكره حكم التعدد نفسه أو حكم الضرب نفسه.
هذا هو الفارق الجوهري بين “البغضين”إن صح التعبير.

والحاصل : أنه يلزم المؤمنة أن ترضى بتشريع الله للتعدد ، وتعتقد أن فيه الحكمة والصلاح ، وألا تكره هذا الحكم والتشريع وإن كانت نفسها تكره وجود الضرة المزاحمة لها ، ككراهة الإنسان للقتال ، وكراهة نفسه لما يخرجها عن الراحة والدعة كالوضوء بالماء البارد للفجر ، والصوم في شدة الحر ، ونحو ذلك مما فيه مشقة ، لكن يقهرها العبد بمحبته لله ، ورضاه واستسلامه لشرعه ، ولهذا جاء في الحديث الذي رواه البخاري (6487) ومسلم (2823) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (حُفَّتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ ، وَحُفَّتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ) .

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.