الصراط المستقيم

 تصحيح لفظي في قراءة القرآن وذكر الله: خطأ شائع يُفسد المعنى

✍️ إعداد: الشيخ محمد محمود عيسى

في زمنٍ كثرت فيه وسائل تعليم القرآن وانتشر حفظه بين الناس، لا يزال هناك أخطاء لفظية شائعة تُرتكب في قراءة كلام الله عز وجل، بل وتُسمع أحيانًا من بعض المتعلمين أو حتى من إذاعات دينية. من أبرز هذه الأخطاء نطق حرف الخاء بدلًا من الغين في كلمة “استغفر”، مما يُغيّر المعنى تمامًا ويُفسد التلاوة والذكر. هذا المقال يسلّط الضوء على هذا الخطأ، ويوضح خطورته، ويحث على تصحيحه.

 الخطأ الشائع في قراءة آية الاستغفار

في قوله تعالى:

“استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم” (سورة التوبة: الآية 80)

يخطئ كثير من الناس في قراءة هذه الآية، فيقولون: “استخفر لهم أو لا تستخفر لهم…” وهذا تحريف لفظي يُغيّر المعنى ويُخرج الكلمة عن أصلها القرآني، مما يجعل التلاوة غير صحيحة شرعًا.

 أثر الخطأ على الذكر والاستغفار

لا يقتصر الخطأ على التلاوة فقط، بل يمتد إلى الذكر بعد الصلاة أو الاستغفار المطلق، حيث يقول البعض: “أستخفر الله” بدلًا من “أستغفر الله” وهذا يُفسد الذكر، لأن المعنى يتغير، ولا يُعد استغفارًا صحيحًا.

 مسؤولية المعلمين والمراكز القرآنية

  • يجب على المعلمين في الكتاتيب ومراكز التحفيظ الانتباه لهذا الخطأ وتصحيحه.
  • لا يجوز التساهل أو التبرير بأن القارئ “جاهل” أو “لم يتعلم”، لأن تعلم القراءة الصحيحة فرض عين.
  • لا يُقبل من الشيخ أو المعلم أن يُبيح هذا الخطأ بدعوى أن “الدين يسر”، فاليُسر لا يعني التحريف.

 الفرق بين التعتعة والخطأ في المخارج

  • التعتعة: صعوبة في النطق مع صحة المخارج والتشكيل.
  • الخطأ في المخارج: نطق الحرف من غير مخرجه، مثل نطق “الخاء” بدل “الغين”، وهذا يُغيّر المعنى ولا يُقبل شرعًا.

 واجب المسلم والمسلمة في قراءة القرآن

  • يجب تعلم مخارج الحروف والتشكيل الصحيح.
  • يجب تصحيح الأخطاء وعدم الاستهانة بها.
  • يجب نشر الوعي بين الناس، خاصة في أماكن تعليم القرآن.

دعوة للنشر والتوعية

انشر هذا المقال بين أهلك وأصدقائك، وفي المساجد والمراكز القرآنية، لتصحيح هذا الخطأ الشائع، وتعظيم كلام الله عز وجل.

الشيخ / محمد محمود عيسى

منشاة سلطان – منوف – المنوفية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى