احدث الاخبارتقنية

تطبيق “ديب سيك” الصيني يهدد هيمنة الذكاء الاصطناعي الأميركي وترمب يعتبره “جرس إنذار”

كتب – محمد السيد راشد

الصين تخترق تفوق الذكاء الاصطناعي الأميركي

حققت الصين قفزة نوعية في مجال الذكاء الاصطناعي عبر تطبيق “ديب سيك”، الذي ينافس تطبيقات رائدة مثل “تشات جي بي تي” بتكلفة أقل، مما يمثل تحدياً كبيراً لهيمنة الشركات الأميركية على القطاع. وقد تصدر التطبيق متجر أبل في الولايات المتحدة، مما أثار جدلاً واسعاً حول قدرات الشركات الصينية ودور بكين في دعم تقنياتها الوطنية.

ترمب: “ديب سيك” جرس إنذار لأميركا

أثار هذا التطور قلق الأوساط الأميركية، حيث وصف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب التطبيق بأنه “جرس إنذار” لصناعة الذكاء الاصطناعي الأميركية، مؤكداً خلال مؤتمر للحزب الجمهوري في ميامي:

“نأمل أن يكون إطلاق “ديب سيك” بمثابة جرس إنذار لحاجة صناعاتنا إلى التركيز الحاد على المنافسة للفوز”.

“ديب سيك” يتصدر متجر أبل في الولايات المتحدة

وفقاً لوكالة رويترز، استطاع تطبيق “ديب سيك”، بحلول الإثنين، أن يصبح التطبيق المجاني الأكثر تحميلاً على متجر أبل في الولايات المتحدة، متجاوزاً تطبيق “تشات جي بي تي” الشهير.

وقد أثار هذا التفوق تساؤلات حول استثمارات الشركات الأميركية التي خصصت مليارات الدولارات لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، في حين أن “ديب سيك” نجح بتكلفة تطوير أقل بكثير. كما انعكس ذلك على سوق الأسهم، حيث شهدت شركات كبرى مثل إنفيديا تراجعاً في أسهمها، مما يعكس القلق المتزايد من قدرة الصين على التنافس بفعالية في قطاع الذكاء الاصطناعي.

تطبيق "ديب سيك" الصيني يهدد هيمنة الذكاء الاصطناعي الأميركي وترمب يعتبره "جرس إنذار" 2

ما الذي يجعل “ديب سيك” مميزاً؟

منذ إطلاق “تشات جي بي تي” في أواخر عام 2022، حاولت الشركات الصينية تطوير تطبيقات مشابهة، لكن المحاولات الأولى لم تحقق نجاحاً كبيراً. ومع ذلك، نجح “ديب سيك” في تغيير هذا التصور.

وأوضحت الشركة أن النموذجين الرئيسيين للتطبيق، “ديب سيك-في3” و**”ديب سيك-آر1″**، يتمتعان بمستوى تقني يماثل أو يتفوق على النماذج المتقدمة لشركتي أوبن إيه آي وميتا، ولكن بتكلفة تطوير أقل بـ 20 إلى 50 مرة.

كما أشارت الشركة إلى أن تدريب النموذج “ديب سيك-في3” باستخدام شرائح إنفيديا “إتش-800” كلف أقل من ستة ملايين دولار، لكن محللين في شركة بيرنشتاين شككوا في هذه الأرقام، مرجحين أن التكلفة الحقيقية قد تكون أعلى بكثير.

من يقف وراء “ديب سيك”؟

تأسست “ديب سيك” في مدينة هانغتشو الصينية على يد ليانغ وينفينغ، الشريك المؤسس لصندوق التحوط “هاي فلاير”، الذي خصص موارد ضخمة لتطوير تقنيات الذكاء العام الاصطناعي.

ويمتلك الصندوق حصة كبيرة في الشركة، إلى جانب براءات اختراع تتعلق بالرقائق المستخدمة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. وتعمل الشركتان من المبنى ذاته، مما يعكس تكاملاً استراتيجياً بينهما.

الدعم الحكومي الصيني والبعد السياسي

في 20 يناير 2025، تزامناً مع إطلاق “ديب سيك-آر1”، شارك ليانغ وينفينغ في ندوة مغلقة مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، مما اعتبر إشارة واضحة إلى أهمية التطبيق في تحقيق أهداف الحكومة الصينية، خاصة فيما يتعلق بمواجهة القيود الأميركية على تصدير التكنولوجيا.

وتسعى بكين من خلال دعم مشاريع مثل “ديب سيك” إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي في القطاعات الاستراتيجية، بما فيها الذكاء الاصطناعي. ويذكر أن رئيس شركة بايدو، روبن لي، حضر ندوة مشابهة العام الماضي، مما يشير إلى التوجه الصيني نحو دعم الابتكارات الوطنية لمنافسة الشركات الأميركية.

https://www.facebook.com/watch/?v=1136211357509326&rdid=Qe1HSJlR8Gde7l4B

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.