لا تحزن .. الرزق يطلب العبد
كتبت أ.د.نادية حجازي نعمان
استيقظ من النوم و نظر إلى الساعة فوجدها قد بلغت التاسعة مساءًا ، الأمر الذي يؤرقه كل يوم؛ فهذا ليس موعد استيقاظه الطبيعي خلال ٣٠ عامًا مضت. عَمل طيلة هذه الأعوام بالشاطئ و لكن ظهور كوفيد ١٩ أدى إلى توقف عمله وإنقلاب ساعات نومه وكذلك إلى أرقه معظم ساعات الليل . ليته كان يعلم ما علمنا إياه رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام في حديثه ” من تعار من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا استجيب له، فإن توضأ وصلى، قبلت صلاته.
وقد قال ابن حجر في شرحه في بيان معنى التعار: تعار براء مشددة معناها السهر والتقلب على الفراش ليلا مع كلام، وقال ثعلب: اختلف في تعار فقيل انتبه، وقيل تكلم، وقال الأكثر: التعار اليقظة مع صوت، وقال ابن التين: ظاهر الحديث أن معنى تعار استيقظ.
أيًا كانت الظروف والتغيرات… فطول السنين للذي يعمل على الشاطيء علمته أن يكون اعتماده أساسًا على موسم الصيف.
الآن مضى موسم الصيف …هل تروا أنه سيعيش بقية العام على هذا الألم والعذاب والأرق وانتظار لقمة عيش لأولاده أم ستتغير الأحوال في يوم ما.
أعتقد ما دام يعشق مهنته هذه ولا يجيد غيرها فعليه أن يذكر نفسه من آن لآخر بأن الرزق بيد الله وحده وليس، فالإنسان مهما سعى في طلب الرزق فلن يأتيه إلا ما كتبه الله له، ومهما حيل بينه وبين رزقه فإن رزقه آتيه كما يأتيه أجله ؛ فقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” إن الرزق ليطلب العبد أكثر مما يطلبه أجله” الحديث حسنه الألباني.
ما أحقر هذه الدنيا التي تشغلنا عن الآخرة، و من عجب العجاب أن يقضي الإنسان يومه قلق يحوطه الهم والغم من حوله. فلا تحزن يا أخي فإن كنت فقيراً فغيرك مثقل بالديون، وإن قل المال في يدك فغيرك فقد المال والصحة والولد. فارض بقضاء الله وقدره في تقسيم الأرزاق واعلم أن الله لا يقدر لك إلا الخير .
لا يمكن ان يطلب منك أحد أن تترك الأخذ بأسباب الرزق ولكن إذا ضاق الحال ، فتزود بالقناعة، ثم خذ بأسباب الرزق مع التوكل على الله، والجأ إليه بالدعاء والتضرع بين يديه لاسيما في الثلث الأخير من الليل فإن الله ينزل إلى السماء الدنيا فيقول: من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له .
٢٠٢١/٨/٢٧