كتب / إبراهيم عوف
استضافت مؤسسة دار الهلال ، حفل توقيع كتاب “تجديد الفكر القانوني.. رؤية مواطن مصري لدستور جديد” تأليف المستشار الدكتور خالد القاضي رئيس محكمة الاستئناف وذلك بحضور رموز الثقافة والصحافة والقضاء والدين والشخصيات العامة.
وخلال حفل التوقيع تم عرض فيلم وثائقي عن مؤسسة دار الهلال وتاريخها العريق، وفيلم عن الكتاب ومؤلفه يتناول سيرته الذاتية وتاريخه الكبير في محراب القضاء.
وأعرب المستشار الدكتور خالد القاضي مؤلف الكتاب، عن امتنانه بالحضور واهتمامهم بنشر الثقافة القانونية، مشيرًا إلى أن أنه أهدى أول نسخة من الكتاب للرئيس عبد الفتاح السيسي، والنسخة الثانية لمجلسي الشيوخ والنواب.
أشار القاضي أن من أهم الدوافع التي عجلت بصدور الكتاب، عبارة الرئيس السيسي التي قال فيها “سنعلن مع افتتاح العاصمة الإدارية دولة جديدة وجمهورية ثانية”.
وأشار إلى الحاجة لإعادة النظر في المنظومة القانونية، بحيث يتم تقسيم وتصنيف القوانين في موضوعاتها ومدى حاجتها لتجديد الفكر القانوني تجاهها وما يستتبعه ذلك يقينا من مشاركة مجتمعية واسعة النطاق تتوازى مع رصد علمي دقيق.
ودعا مؤلف الكتاب إلى مبادرة وطنية لإعداد استراتيجية عملية محددة لتجديد الفكر القانوني وتحديد آليات تنفيذها، وتشكيل مجلس تخصصي رئاسي استشاري لتجديد الفكر القانوني كآلية عملية لتجسيد رؤى التجديد إلى واقع عملي، مؤكدًا ضرورة نشر الوعي بالثقافة القانونية لجميع المواطنين.
ولفت إلى أن ثورة 30 يونيو حددت ثلاثة مسارات شملت إعداد دستور وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل للبرلمان، منوهًا بتعدد المبادرات من أجل تجديد الخطاب الديني والثقافي دون الدعوة لتجديد الفكر القانوني، منبها إلى أن تجديد الفكر أشمل من تجديد الخطاب لأن الخطاب يعرض الفكر.
وأوضح أن مؤسسة دار الهلال أحد أهم روافد الثقافة في مصر ويصدر عنها الطبعة الأولى للكتاب، مضيفًا أنه قريبًا ستصدر الطبعة الثانية عن دار بتانة للنشر.
أكد المهندس أحمد عمر، رئيس مجلس إدارة دار الهلال، أن الاهتمام بشراء الكتب واقتنائها لا يزال محط اهتمام الكثيرين، وذلك رغم التحديات التي تواجه الكتاب ويأتي في مقدمتها وسائل التواصل الاجتماعي الأكثر انتشارًا.
أعلن الكاتب الصحفي خالد ناجح رئيس تحرير بوابة دار الهلال، إطلاق مؤسسة دار الهلال بموافقة ورعاية رئيس مجلس الإدارة، مبادرة لتجديد الفكر القانوني؛ لمشاركة ودعم التكامل مع نادي قضاة مصر، موضحًا أنه سيتم تنظيم ورش عمل في هذا الإطار تستضيفها بوابة دار الهلال وكل إصدارات المؤسسة المختلفة.
وأكد الكاتب الصحفي علي حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن كتاب تجديد الفكر القانوني د. خالد محمد القاضي، هو حلقة من كتاباته في الشأن القانوني وقد وفق في هذا الشأن.
وشدد على أن مصر يقف فيها المواطن مع أعلى السلطات على قدم المساواة أمام القاضي ليقضي بالحق والعدل، مشيرًا إلى أن الوعي بالقانون من شأنه ترسيخ الوطنية والانتماء وأن يكون المواطن واعيا لحقوقه وواجباته، موجهًا شكره د خالد القاضي على هذا الجهد وكذلك الزملاء في دار الهلال.
وقال رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط: “إنه يتشرف بالتواجد في مؤسسة دار الهلال، تلك المدرسة العريقة التي نهلت في ثقافتي من إصداراتها المتعددة، وأتابع كل ما تقوم بنشره من كتب ومجلات”.
كما أشادت الفنانة سميرة عبدالعزيز عضو مجلس الشيوخ بالكتاب ومؤلفه المستشار الدكتور خالد القاضي، مؤكدة أهمية تغيير القوانين لمواكبة التغييرات التي طرأت على الدولة، معربة عن أملها في أن يكون الكتاب وسيلة لتغيير القوانين بما يناسب الموجود حاليا.
وقد قدم الدكتور حسن راتب رئيس مجلس أمناء جامعة سيناء، شكره لمؤسسة دار الهلال لتبنيها الفكر والثقافة منذ القدم، كما شكر المستشار خالد القاضي على الكتاب الذي جمع فيه الفكر الجديد للقانون في مصر، قائلا إن: “أرقى العلوم الإنسانية هو علم القانون، لأن القانون عنوان على تقدم الدول، وأن الدول التي تحترم القانون هي التي تتقدم سريعا”.
أما الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر السابق، فقد أكد أن ما يعجبه في دار الهلال تمسكها بالكتاب في وقت قل فيه قراءة الكتب، منبها إلى أن انفصال الشباب وسعيهم خلف الثقافات السهلة تسببت في غياب الفكر.
وبشأن قضية التجديد، أكد شومان أهمية قبول التجديد خاصة وأن الدين جاء متجدد في أركانه، كما أن الكثير من الأحكام تجددت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الأزهر يؤمن بقضية التجديد الديني.
وتلك هي المرة الأولى التي يحضر فيها ندوة عن تجديد الفكر القانوني، موضحًا أن الشريعة الإسلامية جزء كبير منها قانوني، حيث أن معظم القوانين المعمول بها جاءت من فكر علماء وخبراء في مجالات مختلفة.
اوضح الروائي يوسف القعيد، إلى أن الدساتير ليست نصوصًا مقدسة ويجب إعادة النظر فيها كل فترة، لأنها تحكم العلاقة بين فئات المجتمع والحكام والمحكومين، والدستور أيضا ليس نصا جامدا يحكم العلاقة بين الحكام والمحكومين، لكن يجب أن يكون نصا مرنا لإعادة النظر فيه والإضافة إليه كل فترة من الوقت.
وأوضح أن د.خالد القاضي يجمع بين القاضي الذي يجلس على منصة القضاء، والشخص الذي لديه القدرة على التفكير ونقد القوانين.
الدكتور خالد القاضي هو قاضٍ ومتخصص في القانون الدولي، وخبير دستوري وتشريعي، ومحكّم دولي، ومحاضر، ومدرب، وكاتب، وعمل لفترات طويلة بمجلس الشعب ومركز البحوث البرلمانية وقطاع التشريع بوزارة العدل، كما ترأس الأمانة الفنية للشئون التشريعية والاتفاقيات الدولية بمجلس الوزراء أثناء الفترة الانتقالية الأولى، وهو رائد فكرة نشر الوعي بالقانون في مصر والوطن العربي.
وصدر للمؤلف 40 كتابًا، ونشر أكثر من 400 بحث ودراسة ومقال في القانون والتشريع والاقتصاد والعلاقات الدولية، والقضايا الوطنية، والقومية، والعربية، والأقليمية، والدولية، وذلك في صحف ودوريات، و مجلات متنوعة