الصراط المستقيم

ثقافة جنسية أم اسفاف؟

انتشرت فكرة حسابات ومجموعات تحت ما يسمى الثقافة الجنسية.

تحتوي هذه المجموعات والحسابات على نصائح تخص العلاقة الخاصة بين الزوجين، وتتطرق لتفاصيل “دقيقة” وصور أكثر قذارة بدعوى تثقيف الناس. ويدعي القائمون عليها أنهم يبتغون مرضاة الله بهذا الفساد بدعوى أن الله لا يستحي من الحق. وقد بلغ السفول بأحد القائمين على هذه المجموعات أن يعلن عن افتتاح مجموعة لتثقيف النساء جنسيا ودعا الرجال إلى تشجيع زوجاتهم على دخول هذه المجموعة.

أقول:

١- إن الله لا يستحي من الحق. تلك كلمة حق أريد بها الباطل في هذه الأيام. فالنبي صلى الله عليه وسلم قد علم أمته كل شيء حتى الخراءة. ومع ذلك لا تجد في السنة إلا عبارات عامة في إباحة كل شيء في النكاح إلا الوطء في الدبر وحال الحيض. ولم يُنقل أن النبي صلى الله عليه وسلم أو أزواجه رضي الله عنهن علموا أحدا خطوات إثارة الزوج وإشباعه بالتفصيل كما يفعل بعض السفهاء من قليلي الحياء على الرغم من أهمية ميثاق الزواج في كتاب الله وسنة رسوله.

٢- سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل هذه الأمور فجاءت إجاباته مقتضبة نافعة على قدر الحاجة. وقد سألته امرأة عن التطهر من الحيض بتفصيل فقال سبحان الله فأخذتها عائشة رضي الله عنها لتعلمها فقالت تتبعي بها (أي بالفرصة الممسكة) أثر الدم ولم تقل تتبعي بها الفرج، فلله درها من رزان فاضلة حيية!

٣- لا أعلم سفاهة أعظم من أن تتلقى المرأة دورة في هذا القرف فتحكي لامرأة كيف يداعبها زوجها وما يغضبه في الفراش فتقول لها اصنعي كذا وكذا (على طريقة الأفلام الإباحية) فتعود إليها وتقول: (ربنا يبارك لك يا حبيبتي ويجزيك عني خيرا. عملت كذا وانبسط قوي).

عن أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا ). رواه مسلم .

قال النووي – رحمه الله – : وفي هذا الحديث: تحريم إفشاء الرجل ما يجرى بينه وبين امرأته من أمور الاستمتاع ووصف تفاصيل ذلك، وما يجرى مِن المرأة فيه، من قول، أو فعل، ونحوه. انتهى.

كيف تعطين امرأة لا تعرفينها هذه المعلومات عن تفضيلات زوجك الجنسية؟! ناقشي مع زوجك حلالك هذه الأمور واسأليه عما يحب بدلا من أن تسألي امرأة لا يحل لها أن تطلع على ذلك.

٤- تضحك هذه المجموعات والحسابات على النساء بأن هذا القرف هو السبيل لإشباع الزوج ومنعه من الزواج بأخرى. وهذا جهل بطبيعة الرجل أو دجل تريد به هؤلاء النسوة التسويق لدوراتهم المقرفة.

٥- أنشأ أحدهم  مجموعة كهذه منذ سنوات ثم أرسل التفاصيل لأزواج عضوات المجموعة وأفضى هذا الأمر إلى خراب بعض البيوت. إحدى المجموعات الحالية يديرها شخص مشتبه في سلوكه وتورطه في عمليات نصب.

الخلاصة: احذروا ممن تقصون عليهم أسراركم كي لا تصبحوا على ما فعلتم نادمين.

أنت تقدم/تقدمين قاعدة بيانات مجانية لأشخاص لا تعرفهم/تعرفينهم

٦- يخدع الشيطان بعض الإخوة والأخوات بأن هذه المجموعات والحسابات نافعة وشرعية. والحق أنها تقدم جرعة فحش يومية ومكثفة لا تقل ضررا عن الإباحيات وتذهب بحياء المرء ووقاره.

اللهم بلغت

منقول من صفحة الأستاذ حسام عبد العزيز بتصرف يسير.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.