بقلم / الدكتور محمد النجار
كان الیھود یسیطرون على یثرب”المدینة” بما فیھا من الأوس والخزرج، وكان علي المدینة ملك یھودي اسمه”الفطیون” من بني اسرائیل “منبني ثعلبة” ، وكان رجلا فاسقا ..فاجرا .
وكان الیھود یخضعون له فیما یسمى “حق اللیلة الأولى”حسب تعبیر الكاتب الفرنسي “منتجومري”
وبمقتضاه لا تتزوج امرأة منھم إلا دخلت علیھ قبل زوجھا ، ولا یستلم رجل عروسه في المدینة”یثرب”حتى تدخل على الفطیون “الملك الیھودي” یفتضھا ، وھذا إذلال ومھانة لا یمكن ان یحتمله رجل حر في عروقه دماء..
لكن فتى عربیا شھما و شریفا من قبیلة الخزرج اسمه (مالك بن عجلان الخزرجي) قد ثارت الدماء في عروقھ عندما اقترب زواج أخته – وصُعب علیھ تقدیم اخته لملك الیھود الفاجر- إذ كیف یقدمھا بیدیه الى ھذا “الفطیون الیھودي” في یوم عرسھا!!
وفي یوم زواج أخته الشریفة التي كانت تتألم من اقتراب ذلك الیوم قد اتفق معھا ، ودخل بسیفه الحاد معھا متخفیا في النساء ، وبعد أن خرج النساء ودخل ذلك الملك الیھودي القذر الذي أراد االاقتراب من أختھ ، إذ یخرج علیه ذلك الفتى البطل “مالك” واستل سیفھ وواجھه بجرائمه وفجوره ، وذبحه وتأكد من خروج انفاسه الاخیرة القذرة ، ثم خرج ھاربا الى الشام، ودخل على عظیم غسان ، یقال لھ أبو جبیلة ، وھو أحد بني غضب بن جشم بن الخزرجي .
وشكا بن مالك بن سالم إلیه ما كان یفعله “الفطیون الیھودي الفاجر”، وأخبره بقتله ، وأنھ لا یستطیع العودة الى یثرب، فما كان من أبي جبیلة إلا أن عاھد الله ألا یمس طیبا ولا یأتي النساء حتى یذل الیھود ، ویجعل الأوس والخزرج أعز أھلھا .
جھز “أبوجبیلة” جیشا كبیرا ، وأظھر أنه یرید الیمن بینما اتجه به الى المدینة وأخبر الأوس والخزرج بما عزم علیھ ، وأرسل إلى كبراء الیھود یستدعیھم للإحسان إلیھم ، فحضر الیھ أشرافھم في حشمھم وخاصتھم ، فأمر بإدخالھم علیه رجلا رجلا ، وقتلھم جمیعا، ونَصَرَ أھل المدینة. الأوسَ والخزرجَ على الیھود ، وصارت الأوس والخزرج أعز .
وقد مدح الرمق بن زید الخزرجي أبا جبیلة بأبیات منھا :
وأبو جبیلة خیر من …. یمشي وأوفاھم یمینا
وأبرھم برا وأعملھم…. بھدي الصــــــالحینا
ورجع أبوجبیلة إلى الشام عزیزا منتصرا وناصرا للشرف والعزة والكرامة
الدكتور محمد النجار
=================
المراجع :
-كتاب محمد في المدينة للكاتب منتجومري وات
-كتاب فصول من تاريخ المدينة – علي حافظ
-كتاب وفاء الوفا -نور الدين السمهوي