الصراط المستقيم

جمال الحياة في رضا الله

 

بقلم / ممدوح الشنهوري*

ليست السعادة  أن تٌحظي وتنعم بكل شيء، لأنه لو تم ذلك ما وجد غيرك أي شيء، إنها حكمة الخالق سبحانه وتعالى . فلربما تجد بين يديك ما تريد ، ولكن بعد فوات الأوان، وإحتمال  أن يأتيك الثراء ، ولكن بعد ضياع الصحة، وربما تضطر معدتك في النهاية  التعامل مع الخبز فقط في يوم من الأيام ، ولكن وقتها لا تقول إنه الخبز المر ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل.

كانت حوالي الساعة العاشرة مساء، وكنت في هذا الوقت  قد أنهيت عملي، وأردت ان أستنشق بعض الهواء النقي وخرجت وسعادة غامرة تنتاب قلبي . وأول ما رأيته عند خروجي من مسكني، شيء يريح الأعصاب ، شيء لا تمل منه العين، شيء يعطيك الأمل ويجدد الحياة فينا ، وقالوا عنه فيما مضي إنه ” قنديل العاشقين” إنه القمر كم هو بديع وجميل، وكم أحسست بالناس الذين ألهتهم الحياه عن تفقد قدرة الله وخلقه.

وبدأت السير مرة أخري لأتفقد في طريقي كل ما أبدعته قدرة الله من خضرة وجمال ، حتي إستقر بي المقام علي  شاطئ البحر، وإذا بي أري بعض الزهور والبقع الخضراء التي ترعرعت بين الصخور بجرأة عجيبة لا يعلم حكمتها الإ الله سبحانه وتعالي.!

وسرحت في ملكوت الله بقلب يملؤه الرضا، أتأمل حال الكثير من البشر، الذين ألهتم الحياة  وغرقوا في حب إمتلاك كل شيء ، حتي وإن كان هذا الشيء هو حق غير مشروع لهم. فوجدت إنهم كلهم سواسية عند ربهم عندما خٌلقوا كأسنان المشط، لا فرق بين عربي ولا عجمي الإ بالتقوي، فمنهم من أخذ الجاه ومنهم أخذ المال، ومنهم من أخذ المال ومنهم من أخذ البنون، ومنهم من أخذ الصحة، ومنهم من أخذ الكثير والكثير.

ولكن الإنسان بطبعه يحب إمتلاك كل شيء لسبب ما بداخله وهو عدم القناعة بأقدار  الله فيما قسمه له من رزق ، بخلاف  حب إمتلاكه وإستحواذه  علي الدنيا بكل ما فيها من متاع ، وفي النهاية لن يناله الإ ما قسمه الله له، سواء رضي أم لم يرضي.

وأفقت من  التفكير و التأمل  في الحياه وتدبير الله في تقسيمها وتيسيرها بين العباد، علي إرتطام موجة عاتية بأحد الصخور  وأذا أري  أمامي منظرأ تبهر العين من شدة جماله، وإذا بالقمر قد إنتصف السماء، فإنعكس ضوءه علي سطح المياه لتصير مياه البحر وكإنها بحر من اللبن المصفي.

ولم أملك نفسي وسجدت لله سبحانه وتعالى الذي أنعم علي بهذه النعم الجميلة الكثيرة  في الحياه.وفي النهاية قررت العودة الي مسكني الذي كان قريبا مني، وسرعان ما إستقليت علي سريري، وسرعان ما رٌحت في ثبات عميق وبدأت احلم و احلم واحلم .

*عضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.