تحقيقات إسرائيلية في “جرائم حرب” ضد المدنيين حول مراكز توزيع المساعدات في غزة

كتب / محمد السيد راشد

في خطوة نادرة، أمر مكتب المحامي العسكري العام الإسرائيلي بفتح تحقيق رسمي حول مزاعم جرائم حرب محتملة ارتكبتها قوات الاحتلال، في أعقاب تقارير متكررة عن إطلاق نار مباشر على مدنيين فلسطينيين كانوا يتجمعون حول مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة.

أوامر بإطلاق النار على الحشود

ونقلت صحيفة هآرتس العبرية، ذات التوجهات اليسارية، عن جنود في الجيش الإسرائيلي لم تفصح عن هوياتهم، أن أوامر مباشرة صدرت إليهم بإطلاق النار لتفريق الحشود، حتى وإن لم تشكل تهديدًا فعليًا، وهي تصريحات تهدد بكشف جانب مظلم من العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع.

مئات الضحايا المدنيين قرب شاحنات الإغاثة

وأفادت السلطات الصحية في غزة أن أكثر من 500 فلسطيني قُتلوا منذ أواخر مايو/أيار قرب مراكز توزيع المساعدات الإنسانية التي تشرف عليها مؤسسات مدعومة أمريكيًا، أو في الطرق التي تعبرها شاحنات الأغذية التابعة للأمم المتحدة. وفي أحدث الوقائع، قتل 6 فلسطينيين يوم الجمعة أثناء محاولتهم الحصول على طعام في جنوب القطاع.

الجيش الإسرائيلي يبرر ويعد بالتحقيق

في الوقت الذي لم يصدر فيه رد رسمي من الجيش الإسرائيلي على ما أوردته “هآرتس”، اكتفى متحدث عسكري بالقول إن الجيش يسعى لتقليل الاحتكاك، وأصدر تعليمات جديدة للقوات في الميدان. كما تم تكليف وحدة خاصة بمراجعة وقائع ميدانية قد تنطوي على انتهاكات للقانون الدولي.

ارتباك ميداني ومنع تجول يعمق المأساة

الارتباك يزداد بفعل قيود عسكرية إسرائيلية فرضت على الحركة في المناطق التي تصل إليها المساعدات، منها فرض حظر تجول من السادسة مساء وحتى السادسة صباحًا، ما يدفع المدنيين للتنقل فجراً أملاً في الحصول على أبسط مقومات الحياة، وسط انعدام الأمن الغذائي ونقص حاد في الإمدادات.

جذور المأساة: من 7 أكتوبر إلى اليوم

اندلعت الحرب على غزة عقب هجوم مفاجئ شنته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 أسفر عن مقتل حوالي 1200 إسرائيلي واحتجاز 251 رهينة، ليرد الجيش الإسرائيلي بحملة واسعة دمرت معظم القطاع وقتلت أكثر من 56 ألف فلسطيني حتى الآن، بحسب وزارة الصحة في غزة.

72 شهيداً في 24 ساعة

وفي حصيلة جديدة، أكدت وزارة الصحة بغزة أن 72 شخصاً على الأقل قُتلوا، وأصيب أكثر من 170 آخرين خلال الـ24 ساعة الماضية، بنيران إسرائيلية طالت أنحاء مختلفة من القطاع.